www.sunnaonline.org

الرد على فيصل مولوي

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم.وبعد، فإن الله تبارك وتعالى يقول {كنتم خير أمّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} (سورة ءال عمران/110).ويقول النبي صلى الله عليه وسلم [من رأى منكُم منكرًا فليغيره بيدِه فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفُ الإيمان] رواه مسلم.

فإن الشرع الكريم دعانا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلى إبطال الباطل وإحقاق الحقّ، ولقد كثر المفتون اليوم في الدين بفتاوى ما أنزل اللهُ بها من سلطان، وزاد الانحراف وامتد، لذلك كان لا بدّ من تأليف مؤلف لبيان الحق من الباطل والصحيح من الزائف. وقد ثبت عن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم أنّه حذّر ممن غشّ في الطعام (رواه مسلم)، وثبت عنه أيضًا أنّه قال في رجلين كانا يعيشان بين المسلمين [ما أظنّ فلانًا وفلانًا يعرفان من ديننا شيئًا] رواه البخاريّ.

وإذا كان الرسول صلى اللهُ عليه وسلم قال للخطيب الذي قال
[من يطع اللهَ ورسولَه فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى][بئسَ الخطيبُ أنتَ]وذلك لأنّه جمعَ بين الله والرسول بضمير واحد، فقال له [قل: ومن يعصِ اللهَ ورسولَه] فلم يسكتْ عن هذا الأمرِ الخفيفِ الذي ليس فيه كفر وإشراك بل وليس فيه معصية وإنما هو مكروهٌ فكيف يُسكت عمّن يحرف الدّينَ وينشر ذلكَ بين الناس، فهذا أجدر بالتحذير والتنفير منه، والحديثُ رواه مسلم.

وليس ذكرنا لبعض المنحرفين في هذا الموقع من الغيبة المحرمة إنما هو من التحذير الواجب، فقد ثبت أن فاطمةَ بنت قيس قالت لرسول الله صلى اللهُ عليه وسلم :"يا رسول الله إنّه خطبني معاوية وأبو جهم" فقال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم
[أمَّا أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقِه وأما معاويةُ فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة] رواه مسلم.

فإذا كان الرسولُ حذَّرَ فاطمةَ منهما وذكرهما في خلفهما بما يكرهان لهذين السببين أحدهما: كون معاوية شديد الفقر لا يقوم بحاجتها بأمر النفقة، والثاني: أن أبا جهم يكثر ضربَ النساء فكيف أناس ادّعوا العلم وغشوا الناس وجعلوا الكفر إسلامًا!؟ ولهذا حذّر الشافعي رضي الله عنه من حفص الفرد أمام جمعٍ وقال له "لقد كفرتَ بالله العظيم". وقال في معاصره حرام بن عثمان (وكان يروي الحديث ويكذب) "الرواية عن حرام حرام". وقد جرح الإمام مالك في بلديّه ومعاصرِه محمد بن إسحاق صاحب كتاب المغازي قفال فيه "كذاب" وقال الإمام أحمد "الواقدي ركن الكذب". وقد جرت عادة الفقهاء على تغليط بعضهم بعضًا إذا غلط، حتى إن إمام الحرمين غلط أباه في غير مسئلة، وأبوه من كبار أصحاب الوجوه في مذهب الإمام الشافعيّ، وهي الطبقة التي تلي الشافعي، ذكر ذلك في طبقات الشافعية منقولاً من مختصر الأسدي (مخطوط).

والغرض من ذلك كله حفظ الشريعة، لأنه لولا تجنب الرواة الذين لا يستحقون أن يُروى عنهم لضاع الدين.ثم اعلم أن العمدة عند أهل الجرح والتعديل كلام المعاصر في معاصره، وعلم الجرح والتعديل هو علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بألفاظ مخصوصة، وعن مراتب تلك الألفاظ. وهذا العلم من فروع علم رجال الحديث. والكلام في الرجال جرحًا وتعديلاً ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عن كثير من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، جوز ذلك تورعًا وصونًا للشريعة. وكما جاز الجرح في الشهود جاز في الرواة. والتثبت في أمر الدين أولى من التثبت في الحقوق والأموال، فلهذا افترضوا على أنفسهم الكلام في ذلك. أما قول بعض الناس لا يقبل قول العلماء المتعاصرين بعضهم في بعض فهو مردود لأن المعتمد في الجرح والتعديل معاصر الراوي، فإنه إن لم يقبل قول الثقة الذي عرف خبر الراوي وعرف حاله فزكاه أو جرحه فكيف يكون كلام مَن بعد عصره مقبولاً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ليس الخبر كالعيان
] أخرجه الإمام أحمد.
ومن أين يعرف حال الراوي فيزكى أو يُجرح إذا لم يوخذ من معاصره الذي خالطه واجتمع به.فيا للعجب كيف راجت هذه المقالة الشنيعة عند أولئك وأشنع منها قول "إن العلماء يغار بعضهم من بعض كالتيوس" والعياذ بالله تعالى. والله الموفق.

قال فيصل مولوي على الإنترنت في موقعه بتاريخ 4/6/2004 فتوى 958 [الأحباش أو ( جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية) هم تلامذة الشيخ عبد الله الهرري، ولهم طريقة خاصة في العقيدة تجعلهم يكفِّرون المسلمين وعلماءهم لأتفه الأسباب. كما لهم طريقة خاصة في الفقه لا يشاركهم فيها جمهور العلماء المعاصرين. والمناقشة معهم لا تفيد لأنهم لا يقتنعون إلا بأقوال شيخهم. وإذا تجنبت الدخول إلى مساجدهم فهو أفضل لمنع الجدال غير المفيد لكننا نعتبرهم مسلمين تصح الصلاة معهم وخلفهم وإن كانوا هم يعتبرون غيرهم كفارًا ولا يجيزون الصلاة خلفهما].هـ.

الـردّ :
إن فيصل مولوي يرى القذاة في عين غيره ولا يرى الجذع في عينه هذا إذا كان في عين غيره قذاة. ألا يخجل مما يقول بعد أن بان الصبح لذي عينين وقد بان للأمة بأسرها من هم جماعة الشيخ عبد الله الهرري ومن هم أمثال فيصل مولوي والذين يدور بفلكهم حيث تورطوا بإنشاء مؤسسة دينية مساهمة تلفيقية من أهواء شتى مرة يسمونها الوسطية وأخرى يسمونها فقه التيسير إلى ما هنالك من أسماء سموها ما أنزل الله بها من سلطان، فهذا شأنهم.

أما تلامذة الهرري ففكرهم وعقيدتهم الإسلامية باتت أنصع من الشمس في رابعة النهار حيث إنهم في عقيدتهم على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري وهو إمام أهل السنة قديمًا وحديثًا بالإضافة إلى الإمام أبي منصور الماتريدي وهذا خطابنا في كتبنا ومجالسنا يشهد لنا بذلك.
أما عقيدتك يا فيصل فإنما هي تركيبات قائمة على الأهواء حيث وصل بكم الأمر أن حرمت قول استغفر الله في مجلتكم المسماة (الأمان العدد (7) السنة الثانية 22 رجب 1400هـ) حيث قيل بالنص لا تصح صيغة الاستغفار إلا قول: رب اغفر لي أو ربنا اغفر لنا أو غفرانك وقال هذا المدعي : كل ما عدا هذه الصيغ فهو كلام أقل ما يقال فيه أنه المكاء والتصدية وما استعمال صيغة استغفر الله إلا دليل جهل من المستغفر لا أصل له في القرءان والسنة.

والرد على مثل هذه الترهات وافٍ ووافر رددنا غير مرة وفي غير موضع ولكن نكتفي بما روى مسلم في صحيحه أن الأوزاعي رضي الله عنه سئل كيف الاستغفار قال نقول أستغفر الله أستغفر الله.

وأما قولك (يكفِّرون المسلمين وعلماءهم لأتفه الأسباب) فحبذا لو ذكرت لنا من هم هؤلاء المسلمين ومن هم علماؤهم. فإن كان قصدك ابن تيمية فالذين كفروه وكتبوا في أضاليله يربون على مائة من القرن الثامن الهجري إلى يومنا هذا ابتداء من السبكي معاصره ومرورًا بمفتي مصر الشيخ بخيت المطيعي ومحمد زاهد الكوثري وكيل مشيخة الإسلام أيام العثمانيين وأخيرًا وليس ءاخرًا الشيخ عبد الله الهرري وتلامذته الميامين الذين أخذوا عهودًا على أنفسهم أن لا يكونوا شياطين خرسًا أمامك وأمام أمثالك. وأنت الذي تتهمنا بالتكفير قل لنا من ترك ابن تيمية من شره من المسلمين لم يكفّره ومقالاتُهُ في هذا المجال فاضحة وفادحة. وأما إن كنت تقصد في غمزك تكفيرنا لسيد قطب وأمثاله، فسيد قطب هل نسيت أنه كفّر الأمّة الإسلامية قاطبة وبدون استثناء ؟ ويكفيه من الخزي ما امتلأ به كتابه (الظلال)ومما قال في الجزء الثاني ص 1057 طبع دار الشروق ما نصه: ارتدت البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع وهؤلاء أثقل إثما وأشدّ عذابًا يوم القيامة لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد. اهـ.

ويقول في الجزء الثالث ص 1257 طبعة دار الشروق بأن الإسلام اليوم متوقف عن الوجود مجرد الوجود وإننا في مجتمع جاهلي مشرك. اهـ. فمن الذي كفّر الأمة بجملتها يا فيصل ؟
ثم أنت يا فيصل ألم تقل في مجلة الشهاب العدد الثاني ص 16 السنة السابعة 1973 والعدد الثالث عشر السنة السابعة ص 16 عام 1973 ردًا على سؤال رشيد فرحان أن أخاه يعمل في بنك ويعطيه المال لأجل إكمال دراسته فهل يجوز له أخذ هذا المال فقال ما نصه: إن أخذ النقود من أخيك لإكمال دراستك ليس عليك فيه إثم لأن القاعدة الشرعية أن الحرام لا يتجاوز ذمتين ولأن المال الخبيث لا يكون خبيثًا بذاته بل بطريقة الحصول عليه الخ...

معنى كلام فيصل أن مال البنك حرام والموظف الذي أخذه من البنك حرام عليه وأما الثالث الذي قبض من الموظف فحلال عليه يعني وبطريقة أوضح وأفضح ينجر كلامه إلى أنه لو شخص سرق مالاً ثم أخذه ءاخر منه ثم سرق منه ثالث فالإثم على السارق الأول والذي أخذ منه أما الثالث فلا إثم عليه بحسب كلام فيصل مولوي. وهذا الكلام يكفي أن نقول فيه لا يقبله عقل ولا نقل، فإنّ فيه إباحة أكل أموال الناس وسرقتهم، وهذا مما يخالف الشرع وكلّ نظام الدول وبهذا فتح باب سرقة أموال الناس على مصراعيه وهذا لم يقل به أحد قط قبله. هذا هو فقه حزب الإخوان مع العلم بأن فيصلاً يسمونه (فقيه الجماعة) يعني فقيه الحزب يعني أعلمهم. فإذا كان هذا حال أعلمهم فما ظنك بمن دونه ؟


ثم أنسيت يا فيصل فتاويك المخزية وهنا نريد أن نكشف للجمهور عن بعض هذه المخازي ليعرفك مَنْ جهل حقيقة أمرك ومن ذلك قولك في مجلة الشهاب العدد التاسع السنة السابعة 1973 ص/16/:
لا يجوز التكلم مع البنات من أجل الدعوة إلى الإسلام ولو كان الكلام في حدود الحشمة فالرجل ليس مكلفًا أصلاً بدعوة النساء للإسلام وباب دعوة الرجال مفتوح لم يغلق وحجة تبليغ الدعوة للنساء مدخل كبير من مداخل الشيطان قد يؤدي بصاحبه إلى الخروج من الدعوة ومن الإسلام.

الـردّ: ان هذا الكلام مردود بكثير من النصوص والواقع أن فيصـل هنـا يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة وعلى علماء المسلمين أمثال ابن عساكر الذي كان له أكثر من ألف شيخ وشيخة وغيره كثير وكثير وكم وكم من الصحابيات قد نقلن الأحاديث عن رسول الله، أما فيصل فيعتبر الكلام مع البنات سبيلاً للردة والخروج من الإسلام، ثم الآن جماعة فيصل بسبب ما يسمى (الوسطية) تخلّوْا عن هذه الأفكار وصاروا يلتقون بالبنات في الجامعات والمدارس والصور في المجلات والجرائد كثيرة وليس ما نقوله من الكواليس والأسرار.


وأما قول فيصل (كما لهم طريقة خاصة في الفقه لا يشاركهم فيها جمهور علماء المعاصرين).
فنحن من الطبيعي أن لا يشاركنا من تسميه علماء معاصرين أمثالك وأمثال القرضاوي يا من أبحتم في (دبلن) بيع الأطعمة التي تحوي لحم الخنْزير وأبحتم للمسلم أن يتاجر بالخمور عبر أجير غير مسلم وذلك في البيان الذي صدر عن المجلس الأوروبي للإفتاء في دبلن في الاجتماع الثاني (ص4) وأنت يا فيصل عضو فيه كما جاء في البيان.إن كان لنا طريقة خاصة في الفقه كما تقول، فأنتم قد نسفتم الفقه وأوسعتمونا قذفًا وشتمًا. واستمع إلى مولاك سيد قطب ماذا يقول عن الفقه في كتابه الظلال الجزء الرابع ص 2012 طبعة دار الشروق يقول (إن العمل في الحقل الفكري للفقه الإسلامي عمل مريح لأنه لا خطر فيه ولكنه ليس عملاً للإسلام لا هو من منهج هذا الدين ولا من طبيعته وخير للذين ينشدون الراحة والسلامة أن يشتغلوا بالأدب والفن أو بالتجارة أما الاشتغال بالفقه الآن على ذلك النحو بوصفه عملاً للإسلام في هذه الفترة فأحسب والله أعلم أنه مضيعة للعمر وللأجر أيضًا). فما رأيك بزعيمك يا فيصل الذي اعتبر العمل بالفقه مضيعة للأجر والعمر بل اعتبر عمل الفن (الرقص والغناء) أحسن من العمل في مجال الفقه.

وفي مجلة الشهاب العدد (15) السنة الرابعة السنة 1971 ها هو فيصل عينه يرد على سائل ينتسب إلى الإسلام أنه كلما يغضب يكفر ويشتم الخالق فما حكم الإسلام فيه وكيف يعمل حتى يدخل في الإسلام ؟ فأجابه (فقيه الحزب بزعمهم) فيصل مولوي أنت يا أخي مسلم إن شاء الله إلى أن يقول ولكن إياك أن تظنّ أنك أصبحت من الكافرين. وهنا نريد أن نسأل إن كان سب الله ليس كفرًا فما هو الكفر ؟
ماذا كان يمنعك أن تصارحه بأن ساب الله كافر بالإجماع كما نقل ابن فرحون المالكي وغيره؟ أم أنك خشيت أن تخرج من (دائرة الوسطية) المزعومة؟ ماذا كان يمنعك أن تقول له عد إلى الإسلام بالشهادتين وانوِ أن لا تعود لأن نية العودة إلى الكفر كفر ؟

هذا وأفتى فيصل بتحريم اقتناء التلفزيون في هذه الأيام ذكر ذلك في مجلة الشهاب العدد (21) السنة الرابعة 1971 ص 16.


الـردّ: على موجب كلامك ما سلم بيت من بيوت المسلمين تقريبًا من الحرمة والمعصية. ثم نريد أن نسألك يا فيصل كم يوجد الآن جهاز تلفزيون في منْزلك ومنازل أولادك وءالك وأصحابك وحزبك أجمعين ؟

وأفتى بأن الكحول التي في الكولونيا لو كانت نجسة فهي تبطل الوضوء فقط
. ذكر ذلك في مجلة الشهاب العدد (20) السنة الثامنة 1975 ص 16.وهو قولٌ باطلٌ شاذ نتحدّاكَ يا فيصل أن تذكر لنا ولو واحدًا من العلماءِ الماضين وافَقَكَ فيه.
وقال في مجلة الشهاب العدد السابع السنة الرابعة 1970 ص 16 قال فيصل للسائل: ويجب عليك أن تعلم أن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز طالما أن المسلم قادر على الإقامة في ديار الإسلام إلا إذا كان لضرورة مؤقتة كطلب العلم بالنسبة لأنواع العلوم الغير موجودة في ديار الإسلام وأما الإقامة في ديار الكفر لمجرد طلب الرزق فغير جائزة.

الـردّ: إن هذا الكلام ليس له دليل ومن المعلوم أن صاحب الفتوى فيصل المولوي أقام فترة في فرنسا وفتح متجرًا في باريس لطلب الرزق أنأخذ بقولك أم بفعلك أم ما تسميه (فقه الوسطية) له رأي ءاخر ؟!. فبعد هذا السرد الموثّق من كلام فيصل المولوي من هو الذي له طريقة خاصة في الفقه؟ تلامذة الهرري أتباع المذاهب الأربعة وسائر المذاهب المعتبرة أم أتباع فيصل الذي يسمونه (فقيه الحزب) الذي شط شطوطًا بعيدًا ؟ عد إلى الله يا فيصل وتب قبل أن يفاجئك الموت ويلفّك الهلاك من كل جانب.

رابط ذو صله :
القسم : القطبية وجماعة الإخوان
الزيارات : 6735
التاريخ : 16/7/2010