www.sunnaonline.org

من أمثال العرب والعجم والعامة

ذكر أبو منصور الثعالبي أمثالا للعرب والعجم والعامة وما يماثلها من كتاب الله تعالى مما هو أجلّ منها وأعلى:

- قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه "القتل أنفى للقتل"، وفي القرءان الكريم قوله تعالى {ولكم في القِصاص حياة يا أولي الألباب} (سورة البقرة ءاية 179).


- والعرب تقول لمن يُعيّر غيره بما فيه [عيَّر بُجيْر بَجَرَة ونسي بُجيْر خَبَرَه] وفي القرءان الكريم قوله تعالى {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه} (سورة يس ءاية 78).

- وفي معاودة العقوبة عند معاودة الذنب [إن عادت العقرب عُدنا لها]، وفي القرءان الكريم {وإنْ عُدتم عُدنا} (سورة الإسراء ءاية 8) {وإنْ تعودوا نعُد} (سورة الأنفال ءاية 19).

- وفي ذوق الجاني وبال أمره [يداكَ أوْكتا، وفوكَ نفَخ]، وفي القرءان الكريم قوله تعالى {ذلك بما قدّمت يداك} (سورة الحج ءاية 10).

- من أمثال العرب قولهم [مقتل الرجل بين فكيّه]. والمعنى أنّ اللسان قد يكون سببًا في قتل الإنسان. قال الميداني في ((مجمع الأمثال)) إنه يجوز أن يُفسّر المقتل ههنا على معنى المصدر أي على معنى: قتل الجرلين بين فكّيه، لأنه السبب في القتل فيجوز أن يُسمّى قتلا. ويجوز أن يُفسّر أيضًا على معنى الظرف أي موضع القتل. وعلى معنى القاتل أيضًا: لأن المصدر قد ينوب عن الفاعل، كأنه قال: قاتل الرجل بين كفيّه، وذلك كقولك: شاهد عِيانٌ، فـ (عيان) ههنا مصدر على معنى: معاينٌ.

قال المفضّل الضبي: أول من قال ذلك أكثمُ بن صيفي في وصيّة لبنيه، وكان قد جمعهم وقال لهم: "تباروا فإن البِّر يبقى عليه العدد، وكُفُّوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكّيه، إن قول الق لم يدع لي صديقًا...".

- ومن الأمثال [إنما أكلتُ يوم أكلِ الثور الأبيض] وتفسير ذلك ما حكاه الميداني في ((مجمع الأمثال)) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: إنما مثلي ومثل عثمان رضي الله عنه كمثل أثوارٍ ثلاثة كنّ في أجَمة أبيض وأسود وأحمر ومعهن فيها أسد، فكان لا يقدر عليهن لاجتماعهن عليه، فقال للثور الأسود والأحمر: لا يدل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض، فإن لونه مشهور ولوني على لونكما فلو تركتماني ءاكله، فقالا: دونك فكُله، فأكله، ثم قال للأحمر: لوني على لونك فدعني ءاكل الأسود لتصفو لنا الأجمة، فقال: دونك فكُله، فأكله، ثم قال للأحمر: إنني ءاكلك لا محالة، فقال الثور الأحمر: دعني أنادي ثلاثًا، فقال:افعل، فنادى: ألا إني أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض. ثم قال علي رضي الله عنه: ألا إني وَهَنْتُ يوم قُتل عثمان. ويُضرب هذا المثل بالرجل الذي يُرْزَأ بفقد أخيه الذي يناصره ويؤازره.

- قالوا في الرجل اذلي يفعل ما لا فائدة فيه ولا حكمة: هو كمُستبضع التمر إلى هَجَر، أي كالذي يأخذ التمر ليبيعه في هَجَر، وهَجَر هي ناحية في الجزيرة العربية هي معدن التمر. ويقال أيضًا: كمُستبضع التمر إلى خيبر، قال النابغة الجعدي:

وإن امرئ أهدى إليك قصيدة ... كمُستبضع تمر إلى ارض خيبرا

وخيبر مشهورة بكثرة التمر فيها.

- ومن الأمثال [كما تدين تُدان] أي كما تُجازي تُجازى. أي كما تعمل تُجازى، أي إن عملت عملا حسنًا فجزاؤك جزاء حسن، وإن عملت عملا سيئًا فجزاؤك جزاء سيء، وقال الميداني في ((مجمع الأمثال)) "ويجوز أن يُجرى كلامهما على الجزاء، أي كما تُجازي أنت الناس على صنيعهم كذلك تُجازى على صنيعك".

- ومن الأمثال [أكدح لي أكدح لك] والكدح هو السعي، قال الله تعالى {إنك كادحٌ إلى ربِّك كدحًا فَمُلاقِيْه} (سورة الانشقاق/6) أي ساعٍ.

- مما يُتمثّل به مما فيه ذكر المطر والسحاب قولهم [هو ابرد من غبّ المطر، وأرقُّ من دمع الغمام، هو أسرع من السيل إلى الحدور].

- ومن أنصاف الأبيات:
هل يُرتجي مطر بغير سحاب
وأولُّ الغيثِ طلٌّ ثم ينسكب
سال به السيلُ وما يدري به
ومن يسُدُّ طريق العارضِ الهَطِل

- ومما يُتمثل به مما فيه ذكر الهواء قولهم [هو أخفُّ من الريح، وقيل للشخصين المتفقين المتصافيين: ريحهما جنوب. وقيل للرجل الحليم: هو ساكن الريح، وغذا قامت دولة فلان قالوا: قد هبَّت ريحُه].

- ومن أنصاف الأبيات التي ذهبت مثلا:
إن كنتَ ريحًا فقد لاقيت إعصارًا
وبعض القول يذهب بالريّاح
تجري الرياح بما لا تشتهي السُفن.

- قالوا فيمن يُتعب نفسه فيما ينتفع به غيره [هو كدودة القزّ] فهي تنسج القزّ وربما تموت وهي تصنعه، فيأتي الإنسان ويأخذه ليصنع منه الثياب، وفي هذا المعنى قال أبو الفتح البُستي:

ألم ترَ أنّ المرء طولَ حياته ... مُعنًّى بأمرٍ لا يزال يُعالجه
كدودٍ غدا للقزّ ينسج دائبًا ... ويهلك غمًا وسط ما هو ناسِجُه

- من أمثال العرب [كفى قومًا بصاحبهم خبيرًا] والمعنى أنّ أعلم الناس بالرجل صاحبه الذي يلازمه ويخالطه. وروى الكِائي المثل بقول: "كفى قومٌ" بالرفع، وقال المرزوقي: كان من حقه أن يقول: "كفى بقومٍ" ووضع ((خبيرًا)) موضع ((خبراء)) بالجمع كقوله تعالى: {وحسُن أولئك رفِيقًا} أي رُفقاء. وقال غيره: فاعل ((كفى)) محذوف، لأن التقدير [كفى قومًا عِلمُهم خبيرًا بصاحبهم]، أي اكتفى قومٌ بعلمهم خبراء بمن يصحبهم.


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : الأدبيات والفوائد والنصائح
الزيارات : 5162
التاريخ : 16/3/2012