www.sunnaonline.org

ما هو الحديث الذي يدل على أن سيدنا عيسى خلق من غير أب؟

الرَّسول عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام قال "مَن قالَ أشهَدُ أن لا إله إلاّ اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشهَدُ أنّ محمَّدًا عَبدُه ورسولُه وأنّ عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه وابنُ أمَتِه وكلمَتُه ألقاها إلى مَريمَ ورُوْحٌ منه وأنّ الجنَّةَ حقٌّ والنّارَ حقٌّ أدخلَهُ اللهُ الجنَّةَ على ما كانَ مِن العملرواه مسلم والنسائي والبزار.

 

قال: وابنُ أمَتِه يعني لو كانَ لهُ أبٌ مِثلَنا كانَ قالَ وابنُ فُلان لكنّه قال وابنُ أمَتِه أي عَبْدَتِه مريم المعنى أنه ليس له أب ما خُلِقَ من نطفة. اللهُ تَعالى زكَّى المسيحَ ومَدَحَهُ في القُرآن والرَّسولُ مدَحَهُ. أمّا قوله: ورُوْحٌ منه المعنى أنّ المسيح رُوْحُ اللهِ، أي أنّ المسيحَ رُوحٌ خَلَقَهُ الله وشرَّفَهُ وطَهّرَهُ وكرَّمَهُ، هذَا معناهُ، ليسَ المعنى أنّ المسيحَ جُزْءٌ مِنَ الله، اللهُ تَعالى مُنَـزّهٌ عن أن يكونَ لهُ أَصلٌ أو أن يَكونَ هو أصْلا لغَيره، ليسَ أصْلا لغَيرِه ولا فَرْعًا عن غَيرِه لأنّه لا يجُوز في العَقل أن يكونَ خَالقَ الإِنسانِ والأرض والسّماواتِ والهواءِ والنّباتات والجَمادات والأشجَار والأنهار والملائكة، لا يجُوزُ في العَقل أن يكونَ خالقُ هؤلاءِ لهُ شَبِيهٌ، لا يَجوزُ أن يكونَ خَالقُ الخَلْقِ إنسانًا أو جِنًّا أو مَلَكًا مِنَ الملائكةِ ولا يجُوزُ أن يكونَ إلهُ العالم جِنًّا أو شمسًا أو قَمرًا، هذه الشّمسُ مع ما لها مِن المنافِع الكبيرةِ لا يجُوز أن نَعبُدَها، هذه الشّمسُ تَنفَعُ أجسَامَنا وتَنفَعُ النّباتَ وتَنفَعُ الأشجارَ وتَنفَعُ الجَوّ ومع ذلكَ لا يجُوز أن نتّخِذَها إلهًا كما اتّخذَها بعضُ الناسِ الجَاهلِين، فإذا كانَت الشّمسُ مَع عُظْمِ حَجمِها ونَفعِها وكَثرةِ فوائِدها لا يَجوزُ أن تُعبَدَ فكَيفَ يجُوزُ أن يُعبَدَ إنسانٌ ظهَرَ طِفلا ثمّ صَارَ يَنمُو شَيئًا فشيئًا ثم صارَ يتَكلَّمُ بعدَ أن كانَ لا يتَكلَّمُ وصارَ يَمشِي بعدَ أن كانَ لا يَمشِي وصَارَ يَأكُلُ مِن جُوع ويَشرَبُ مِن عَطَشٍ ثم يَنام. خَالقُ الخَلقِ لا يُشْبِهُ الخَلقَ لذلكَ لا يجُوزُ عبادَةُ غَيرِ الله.

 

بعضُ الجُهّال يَعبُدونَ محمَّدًا وهؤلاء كفّارٌ محمَّدٌ عَبدٌ مِن عِبادِ الله.كانَ في جاهِليّةِ العَرب أُناسٌ يقُولونَ عن الملائكة بنَاتُ الله هؤلاء أيضًا كفّار، لأنّ الذي يُثبِت لهُ البِنتَ كالذي يُثبِتُ لهُ الابنَ. اللهُ تَعالى لو كانَ يُشبِهُ الإِنسان ما استَطاعَ أن يَخلُقَ الإِنسان. ولو كانَ اللهُ يُشبِهُ الرُّوحَ مَا استَطاع أن يَخلُقَ الرّوحَ، كثيرٌ منَ النَّاس لما يَسمَعُونَ المسيحُ رُوْحُ اللهِ يُفَسّرونَه بغَيرِ تَفسيرِه، معنى المسيحُ رُوحُ الله أنّ المسيحَ رُوحٌ شَرّفَه اللهُ وكرَّمَهُ وطَهّرَهُ وكمّلَهُ، هوَ اللهُ خَلقَهُ، ليسَ جُزءً منه، بعضُ النَّاس يظُنّون أنّ المسيحَ جُزءٌ مِن الله، يقولونَ اللهُ رُوحٌ وقَطَعَ قِطْعَةً مِن رُوحِه فجَعلَها المسيحَ، وبَعضُ الناسِ الجُهّال يقولونَ محمَّدٌ مِن نُورِ اللهِ، على زَعمِهم اللهُ تَعالى جِسمٌ نُورانيّ كالشّمس أو أضخمَ منها وأنّه قَطَع قِطعَةً مِن هذَا النّور فجَعلَها محمَّدًا وهذا كفرٌ أيضًا، اللهُ تَعالى خالقُ النّور لَيسَ نورًا، اللهُ تَعالى خالقُ الظّلُماتِ ليسَ ظُلْمَةً، هوَ خَالقُ الهواءِ ليسَ هَواءً.



رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : ســـؤال و جــواب
الزيارات : 3538
التاريخ : 29/7/2014