www.sunnaonline.org

من أنواع الربا: ربا القرض


ربا القرض:
هو كلُّ قرضٍ شُرِطَ فيه جرُّ منفعةٍ للمُقرض، أو لهُ وللمُقترضِ، سواءٌ كانتِ المنفعةُ زيادةً في جنس المُقْرَض أو زيادة في غير جنسه أو كانت المنفعة غيرَ زيادةٍ، كله حرام.


والربا الذي بالبنوكِ وغيرها مما يُشترطُ فيه الزيادةُ هو أشدُّ أنواع الربا. ولا يُشترطُ في حُرمةِ ربا القرض أن يكونَ القدرُ الذي يَشترطهُ المقرض منَ الزيادةِ عند ردّ القرضِ كثيرًا بل القليلُ والكثيرُ في الحُرمةِ سواء لقول الله تعالى {وإن تُبتُم فلكُم رُءوسُ أموالكم لا تَظْلِمونَ ولا تُظلَمون} سورة البقرة، أي إن أردتم التوبة من معصية الربا فاقتصروا على رأس المال ولا تطلبوا شيئًا سوى رأس المال.


أما الربا الذي بغير الزيادة في قدرِ الدَينِ فهو مثلُ ما يفعله بعضُ الناس من أنَّ أحدهم يُقرضُ شخصًا مالاً إلى أجلٍ ويشترطُ عليه أن يُسكنهُ بيته مجانًا أو بأجرةٍ مُخففةٍ إلى أن يؤدي الدَينَ ويُسمونهُ في بعض البلادِ استرهانًا وهو حرامٌ بالإجماع اتفق عليه المجتهدونَ الأئمة الأربعة الشافعي ومالك وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل رحمهم الله، وغيرهم. لكن هنا ملاحظة وهي أنه إن أرادَ المقترض مكافأة المعروف بالمعروف فردّ الدينَ مع زيادةٍ من تلقاءِ نفسه كان جائزًا لأنّ القرضَ حسنةٌ من الحسناتِ إذا كان على الوجهِ الشرعيّ أي فيه ثواب، وقد فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، اقترضَ من رجل بكرًا من الإبل أي سِنًّا صغيرًا وردَّ رباعيًّا وهو سنّ أكبر منه، وهذا شئ جائز، وقد مدحَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك بقوله [خيرُكم أحسنكم قضاء] رواه مسلم، وقد قال الله تعالى في ذمّ من يأكل الربا {الذينَ يأكلونَ الربوا لا يَقُومونَ إلا كما يقومُ الذي يتخبَّطُهُ الشيطانُ منَ المَسِّ} سورة البقرة، أي أنهم إذا بعثوا من قبورهم يبعثون على هذه الهيئة أي هيئة المصروع لأنه تخبّط في المعاملة في الدنيا فجوزيَ على المقابلة، والمعنى أنهم يقومون يوم القيامة مخبَّلين كالمصروعين، كحال من أصابه مس أي جنون، تلك سيماهم يُعرفون بها عند أهل الموقف، وقيل الذينَ يخرجون من الأجداث أي القبور يوفِضون أي يُسرعون إلا أكلة الربا فإنهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين لأنهم أكلوا الربا فأرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم فلا يقدرون على الإيفاض أي الإسراع بسبب أنهم قالوا إنما البيعُ مثل الربا.

ومن الربا ما يفعله بعض الناس من أنهم يبيعون الشئ بأقساط مؤجلةٍ إلى ءاجال معلومة مع شرط أنه إن أخّرَ شيئًا من هذه الأقساط عن وقت دفعها المتفق عليه بينهما فإنه يُضاف عليه كذا من الزيادة، وهذا كان بيعًا جائزًا لولا هذا الشرط. فليحذر المؤمن من جميع أنواع الربا ولا يستهنْ بشئ من الربا فإنّ عاقبة الربا وخيمةٌ وقد ظهر من أناسٍ بعد وفاتهم وهم في قبورهم ءاثارٌ من العذاب أي عذاب القبر وكانوا معروفين بالربا.

كان رجل معروفًا بالمُراباة ومع ذلك كان فيه تجبّر على الناس حتى إنه كان مرةً في موكب فرأى امرأة أعجبتهُ وزوجها رجلٌ مسكين ضعيفٌ فأخذها منه قهرًا ثم مات هذا الرجل فصار يطلع من قبره الدخان فصار أهلهُ يجمعون له المشايخ فقال لهم بعض المشايخ استسمحوا له الناس الذينَ كان يأخذ منهم الربا فصاروا يدورون على الناس ويقولون لهذا سامح فلانًا ولهذا ولهذا وكثيرٌ من الناس يقرؤون له القرءان على القبر ثم بعد سبعة أيام انقطع هذا الدخان من قبره. وما يستره الله أكثر إنما يُظهر القليل من الكثير.


ملاحظة:
يروي البعض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "الربا ثلاثةٌ وسبعونَ بابًا أيسرها مثلُ أن ينكحَ الرجلُ أمه" وهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الزنا أعظم ذنباً من الربا كما ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.الله موجود بلا مكان





رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : المعاملات والنكاح
الزيارات : 6516
التاريخ : 19/9/2010