www.sunnaonline.org

نفقة الأصول: الأبوين والأجداد

يجبُ على مَن استطاعَ أن يُنفقَ على أصولهِ أي الأبِ والجدّ من جهة الأب ومن جهةِ الأم وإنْ علا كأبي الجد وجدّ الجدّ والأم والجدة من جهة الأب ومن جهة الأم وإنْ علت كأمّ الجدة وجدة الجدة إن كانوا مُعسرينَ أي لا يملكون مالاً يكفيهم، وهذا الإنفاق يكون بالمعروفِ بلا تقديرٍ بحدّ مُعين، وإنْ كان الرجل لا يملكُ أملاكًا تكفيهم وجبَ عليه أن يعملَ ويكسبَ في تحصيل نفقتهم ولا فرقَ بين أن يكونوا قادرينَ على الكسبِ - العمل - أو عاجزين، فالوالد إذا كان معسراً وكان لا يريد أن يعمل يجب على الولد أن ينفق عليه لعظيم حق الوالدين على الولد، وإن كان الأب محتاجًا فلهُ أن يأخذ من المال الذي يكسبه ولدهُ الصغير، وهذا معنى الحديث [أنتَ ومالـُكَ لأبيكَ] رواه الإمام البيهقي، فالأب إن كان محتاجًا ليس له مالٌ يكفيهِ: يأخذُ من أولادهِ الصغار والكبار الذكور والإناث قدرَ حاجته، أما إن لم يكن الأب محتاجًا وطلب المال من ابنه فلا يجب على الابنِ أن يعطيَه المال لكن إن شاء يعطيه من باب البِرّ وهذا هو الأفضل ، قال الله تعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً}.

والإحسان إلى الوالدين فيه ثواب عظيم عند الله، وقد مدح الله تعالى من يبرّ والديه ويحسن إليهما وخاصة عند الكبر، حتى وإن كانا قد أساءا إليك في الصغر فلا يجوز لك أن تقابل إساءتهما بالإساءة عندما تكبر بل يجب عليك أن تبرهما ، قال الله تعالى
{ووصّينا الإنسانَ بوالدَيْه حملته أمّه وَهْـناً على وهن ٍ وفصالـُه في عامين أن اشكرْ لي ولوالدَيْـك إليَّ المصير} سورة لقمان الآية 14 ، وقال عليه الصلاة والسلام [أعظم الناس حقاً على الرجل أمّه وأعظم الناس حقاً على الزوجة زوجها]، وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت أضع ذلك الباب أو احفظه]، وهذا فيه حث بالغ على بر الوالد لا كما يفعل كثير من الناس من أنهم يهملون بر أباءهم وعلى الأخص يهملون أباهم ، وخاصة حين يكبر الولد فيصير كأنه منافس لوالده في بيته يرفع صوته على والده ويضربه والعياذ بالله من عقوق الوالدين.

ملاحظة:


مما يبيّن عظيمَ حق الأب على أولاده في الإسلام: ما ذكره العلماء من أنه يجب على الابن أن يزوّج أباه المعسر إن طلب من ابنه ذلك، فمثلاً لو ماتت الأم وأراد الأب أن يتزوج مرة ثانية ولم يكن معه مال يكفيه وكان الابن قادراً على كفاية والده يجب أن يزوجه إن طلب منه الأب ذلك، فيدفع له تكاليف زواجه ويجب عليه أن ينفق عليه وعلى زوجة أبيه، وليس الأمر كما يحصل من كثير من الأبناء اليوم من أنهم يمنعون أباهم المعسر من الزواج ويعيبون عليه ذلك ويقولون له "بدك تتزوج على الماما بعد موتها"، فيبقى الأب بلا زوجة وهو محتاج للزواج وهم يمنعونه ولا يساعدونه نعوذ بالله من العقوق، قال عليه الصلاة والسلام
[ثلاثة لا يدخلون الجنة - أي مع الأولين - : العاق لوالديه ، والدّيوث ، ورَجُـلـَة النساء]، ويقول عليه الصلاة والسلام [ألا أنبئكم بأكبر الكبائر] ثلاث مرات ، قالوا [بلى يا رسول الله] قال عليه الصلاة والسلام [الإشراك بالله وعقوق الوالدين - وكان متكئاً فجلس وقال - ألا وقول الزور].رواه البخاري ومسلم.



رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : المعاملات والنكاح
الزيارات : 4266
التاريخ : 4/1/2011