www.sunnaonline.org

المحافظة على الصلاة وتأديتها في وقتها

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله..ا

عباد الله،
فإن الله تبارك وتعالى حثّ على طلب علم الدين فقال {يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة} وقد فسر الإمام علي كرم الله وجهه هذه الآية بقوله "علموا أنفسكم وأهليكم الخير" وإن أول ما يجب على العبد معرفته هو العلم بالله تعالى أنه موجود لا يشبه الموجودات قادر على كل شىء هو الخالق الذي ليس بمخلوق، وكذلك العلم برسول الله أنه مرسل من عند الله تعالى إلى كافة الخلق وأنه صادق في كل ما يبلغه عن الله تعالى وأنه موصوف بالصفات الحميدة مطهر عن الرذائل.ا

ثم بعد معرفة أمور الإيمان أول ما يجب على المسلم تعلمه أمور الصلاة وأحكامها، فقد قال الله عز وجل {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا} أي فرضًا في أوقاتها وقد قال عليه الصلاة والسلام "أفضل الأعمال الصلاة على وقتها" أي أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله والرسول هي أداء الصلاة المفروضة في أوقاتها، وقد روى البخاري ومسلم في فضل الصلاة أنه عليه الصلاة والسلام قال "أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شىء قالوا لا يبقى من درنه شىء قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا".
ا

والصلوات الخمس فرض على كل مسلم بالغ عاقل طاهر فلا تجب على الصبي والصبية أي الولد والبنت اللذين دون البلوغ لكن إن صار عمرهما سبع سنوات يجب على وليهما أن يأمرهما بالصلاة لتعويدهما عليها، ولا تجب على المجنون، وكذلك لا تجب على الحائض والنفساء ولا يجب عليها قضاء الصلاة بعد أن تطهر من الحيض أو النفاس.
ا

فمن ترك الصلاة أو أخرها عن وقتها بغير عذر فقد وقع بذنب كبير فإن مات قبل التوبة فقد استحق العذاب الشديد وقد قال عز وجل {فويل للمصلين . الذين هم عن صلاتهم ساهون} أي الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها بغير عذر، والويل هو العذاب الشديد، ومع ذلك فإن تارك الصلاة كسلًا لا يكون كافرًا بل هو مسلم عاص، وقد روى الإمام أحمد في إسناده إلى رسول الله أنه صلى الله عليه وسلم قال "خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن بتمامهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن لم يكن له عند الله عهد أن يدخله الجنة إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة" فهذا الحديث فيه الدليل على أن المسلم إذا ترك الصلاة كسلاً استحق العذاب لكنه لا يكون كافرًا بل هو تحت رحمة الله تعالى.
ا

وليعلم أن الصلاة لها أركان وشروط لا بد من معرفتها، والركن هو ما كان جزءًا من العمل ولا يصح العمل بدونه، وأما الشرط فليس جزءًا من العمل لكن لا يصح العمل بدونه، فمن أركان الصلاة النية وتكبيرة الإحرام والقيام في الفريضة لمن كان قادرًا على القيام والركوع والسجودين والجلوس للتشهد الأخير، ومن شروط صحة الصلاة الإسلام والتمييز والطهارة عن الحدث الأكبر والحدث الأصغر واستقبال القبلة ودخول وقت الصلاة، فهذا بعض ما يجب تعلمه من أمور الصلاة فمن أراد أداء الصلاة على الوجه الذي أمره الله تعالى لا بد له من أن يتعلم أحكامها من أهل العلم الأتقياء الورعين أو ممن ينقل عنهم بأمانة.
ا

أخي المسلم... إن الصلاة نور وبرهان ونجاة يوم القيامة، فمن فوت على نفسه الصلوات زمنًا من عمره فليقضها قبل حلول الأجل، فإنه إن مات وعليه صلوات مفروضات وكان مقصرًا عن قضائها لا يقضيها عنه أهله بعد موته، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من نام عن صلاة أو نسيها فليقضها إن ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك" وليعلم أن من كان عليه قضاء صلوات ينبغي أن يشتغل بها قبل السنن فإن العلماء قالوا: "من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور" وفي الحديث القدسي قال عليه الصلاة والسلام قال الله عز وجل: "وما تقرب إلي عبدي بشىء أحب إلي مما افترضت عليه" وثواب أداء الفريضة ولو كانت قضاءًا أعظم عند الله تعالى من ثواب النافلة.ا

والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.

 



رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : الطهــارة والصـــلاة
الزيارات : 17222
التاريخ : 16/7/2010