التحذير من قول: اللهم اغفر لجميع المسلمين جميع ذنوبهم
قال الشوبري في تجريده حاشة الرملي الكبير ما نصه [وجزم ابن عبد السلام في الأمالي والغزالي بتحريم الدعاء للمؤمنين والمؤمنات بمغفرة جميع الذنوب وبعدم دخولهم النار، لأننا نقطع بخبر الله تعالى وخبر رسوله (1) أن فيهم من يدخل النار، وأما الدعاء بالمغفرة في قوله تعالى حكاية عن نوح ﴿رَبّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا﴾ ونحو ذلك فإنه ورد بصيغة الفعل في سياق الإثبات، وذلك لا يقتضي العموم لأن الأفعال نكرات، ولجواز قصدٍ معهود خاص وهو أهل زمانه مثلاً]. وكذا ذكر شمس الدين الرملي في شرح المنهاج (انظر نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج 2 / 304).
وهذا الدعاء أي بعدم دخول أحدٍ من أهل الإسلامِ النار فيه ردٌّ للنصوص، فقد قال الإمام النسفي في عقيدته المشهورة بين المسلمين [وردّ النصوص كفر]، وقد قال الإمام أبو جعفرٍ الطحاوي السلفي في عقيدتهِ التي هي بيان لعقيدة أهل السنة والجماعة [والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام] وهذه عقيدة المرجئة وهم من الكافرين يقولون: لا يضر مع الإسلام ذنب.
(1) روى البخاريّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من إيمان].