الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، المنزه عن الصاحبة والولد، وعن الجهات الست فلا يُحد، وعن الأعضاء فليس بجسد، فمن شبهه بخلقه فهو غير الله عبد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الكائنات وعلى آله وأصحابه البررة السادات. أما بعدُ، قال الله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر). وروى الإمام أحمد من طريق اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس أنكم تقرءون هذه الآية (يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسَكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإنّا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه). فمن زعم أن الله تعالى جسم مركب له حد وأعضاء وأنه يسكن السماء أو أنه فوق العرش بذاته فقد كفر بالله العظيم ونسب إلى ذاته صفات المحدثين وخالف ما جاء به المصطفى الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وهاكم بعض النقول من أقوال علماء أهل السنة والجماعة ممن نص على كفر من نسب لله الجسم والأعضاء ...
الشيخ الإمام أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي (ت 597 هـ) في كتابه (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه صحيفة 68) قال ما نصه: "قلت: وهذا كذب على ابن عمر ومن ذكر تبعيض الذات كفر بالإجماع”. اهـ |
|||||||
الشيخ أبو بكر بن محمد المَلا الحنفي (ت 1270 هـ) في كتابه (مسلك الثقات في نصوص الصفات صحيفة 38) قال ما نصه: "إن كلمة أهل الحق من أهل السنة والجماعة، متفقة على أن الله سبحانه وتعالى منزه عن الجسمية ولواحِقِها، فلا يقال: إنه جسم لا كالأجسام، لاستحالة ذلك عليه تعالى عقلًا ونقلًا، وكفّروا القائل بذلك". |
|||||||
المحدث العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي المالكي (ت 1270 هـ) في كتابه (زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم صحيفة 352) قال ما نصه: "فالمُجسمة أخزاهم الله وكفى الإسلام شرّهم ما قدروا الله حق قدره وهو تعالى يُمهلُهم كما يُمهل عَبَدة الأصنام ومن جعلوه ثالث ثلاثة حتى يُهلكهم ويُخلد الجميع في نار جهنّم." |
|||||||
الشيخ عز الدين عبد السلام بن أحمد بن غانم المقدسي الشافعي (ت 678 هـ) في كتابه (حل الرموز ومفاتيح الكنوز صحيفة 121) شرح فيه قول الإمام أبي حنيفة: "من قال لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر"، فقال ما نصه: "لأن هذا القول يُوهِم أن للحق مكاناً، ومن توهم أن للحق مكاناً فهو مشبّه". |
|||||||
الشيخ محمد بن بدر الدين بن بلبان الدمشقي الحنبلي (ت 1083 هـ). في كتابه (مختصر الإفادات صحيفة 489) قال ما نصه: "فمن اعتقد أو قال: إنّ اللهَ بذاته في كل مكان أو في مكان فكافر". وقال أيضًا: "لا يُشبه شيئًا ولا يُشبِهُه شيء فمَن شبّهَه بشيء من خَلْقه فقد كفر، كَمَن اعتقده جسمًا أو قال: إنه جسمٌ لا كالأجسام" . |
|||||||
الشيخ تقي الدين الحصني الشافعي (ت 829 هـ)، في كتابه (كفاية الأخيار صحيفة 640) قال ما نصه: "إلا أن النووي جزم في صفة الصلاة من شرح المهذب بتكفير المجسمة، قلت: وهو الصواب الذي لا محيد عنه، إذ فيه مخالفة صريح القرءان، قاتل الله المُجَسمة والمُعطلة، ما أجرأهم على مخالفة من ليس كمثله شىء وهو السميع البصير". |
|||||||
الشيخ أبو الحسن علي بن ميمون الغماري المالكي (ت 917 ھ) في كتابه (رسالة الإخوان من أهل الفقه وحملة القرآن صحيفة 72) قال ما نصه: "لا يجوز أن يُفهم في حقه تعالى ما يُفهم في صفة الأجسام والأجرام من استوائها مع بعضها أو على بعضها. ومن اعتقده فهو كافر، لأنه مجسم حلولي، نعوذ بالله من ذلك.". |
|||||||
« 1 2 3 4 5 6 7 » |
رابط ذو صله : | |
القسم : | مقالات وردود شرعية |
الزيارات : | 521 |
التاريخ : | 2/7/2024 |
|