www.sunnaonline.org

بيان معنى قول زينب بنت جحش: وزوجني الله من فوق سبع سموات

وأما تمسك المشبهة كالوهابية تبعا لليهود في عقيدة التشبيه بحديث زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم لإثبات الجهة لله تعالى فهو مردود لإقامة البراهين العقلية والنقلية أن الله منزه الذات عن الجهات فضلا عن الجهة الفوقية فقد روى البخاري في صحيحه أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول "زوجكنّ أهاليكنّ وزوجني الله عز وجل من فوق سبع سموات" وفي رواية من طريق خلاد بن يحيى حدثنا عيسى بن طمهان قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: نزلت ءاية الحجاب في زينب بنت جحش وأطعمَ عليها يومئذ خبزا ولحما وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تقول "إن الله أنكحني في السماء" قال الحافظ ابن حجر في [الفتح] قال الكرماني في قولها "في السماء" ظاهره غير مراد إذ الله منزه عن الحلول في المكان، وبنحو هذا أجاب غيره عن الألفاظ الواردة من الفوقية ونحوها" انتهى.

وقال شهاب الدين القسطلاني في [إرشاد الساري شرح صحيح البخاري] ما نصه "قولها: "وكانت تقول إن الله" عز وجل "أنكحني" به صلى الله عليه وسلم "في السماء" حيث قال تعالى: {زوجناكها} وذات الله تعالى منزه عن المكان والجهة فالمراد بقولها "في السماء" الإشارة إلى علو الذات والصفات وليس ذلك باعتبار أن محله تعالى في السماء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا" انتهى.

وعند النسائي بلفظ "إن الله عز وجل أنكحني من السماء"، قال الإمام السندي في حاشيته على سنن النسائي "قولها: "أنكحني من السماء" أي أنزل منه ذلك قوله: {زوجناكها} انتهى.

وهذا يرفع الإشكال، فقد قال شيخنا الحافظ العبدري حفظه الله في كتابه [الصراط المستقيم] "فمعناه أن تزويج النبي بها مسجل في اللوح المحفوظ واللوح فوق السموات السبع وهذه كتابة خاصة بزينب ليست الكتابة العامة".

وقال الإمام النووي في [شرحه على مسلم] ما نصه "قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى {ءأمنتم من في السماء} ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم" انتهى.


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : القـــرءان والحــديـث
الزيارات : 7909
التاريخ : 30/7/2012