اليمين المُنعقِدة إذا حلفَ بِاللهِ أو بصفةٍ من صفات الله، أمَّا إذا حلفَ بغير اللهِ فهذا "مكروه". إذا إنسان حلفَ بشىءٍ معظم "كمحمّد" عليه الصلاة والسلام أو "الكعبة" مثلًا أو "العرش" أو "الجنّة"، هذه أشياء مُعظّمَة وهذا ليس يمينًا ومكروه، حتى لو حلفَ بمحمّد عليه الصلاة والسلام مكروه. الشافعيّ الذي نُقِلَ عنه أنَّه قال "الحلِفُ بغيرِ الله مَكروهٌ وأخشى أَنْ يكون مَعصية" معناه كراهتهُ شديدة. لأن الرَّسولَ عليه الصلاة والسلام قال: مَنْ كان حالِفًا فلْيَحلِفْ باللهِ أو ليَصمُتْ" يعني إما أن يحلف بالله، مثلًا: "واللهِ، بِاللهِ، تاللهِ، والرّحمـٰن، والقادر، والعليم" أو إما أن يحلِف بصفةٍ من صِفاتِ الله، وقُدرة الله، وعلمِ الله، وحياة الله.
أمَّا الحلِف بالمخلوقات فهذا مكروه، ليس حرامًا وليس شركًا إِلّا إذا عظّم المَحلوفَ به كتعظيمِ الله. هذا معنى قول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: مَنْ حلفَ بغيرِ الله فَقَدْ أشرك. وفي روايةٍ: مَنْ حلفَ بغيرِ الله فَقَدْ كفر. يعني إِنْ عظّمَه كتعظيمهِ لله، هذا معناه. أمَّا إذا حلفَ بأبيهِ بأمّهِ، بشرفهِ بعرضهِ أو برحمةِ أمّه (كما يفعل العوام في بلادنا) نقول "مكروه". عند الإمام أحمد "حرام"، الحلفُ بغير الله معصية. ﺍﻟﻮﻫﺎبية إذا شخص حلف بأولاده فورًا يقولون له "أشرَكْتَ" يعني صرت كافرًا. على زعمهِم أخذوا بظاهِرِ الحديث، الحديث ليس معناهُ كما يتوهمون.
في صحيح البخاريّ أنَّ عمر كان مع الرسول عليه الصلاة والسلام فحلف بأبيهِ، فقال الرَّسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم "لا تحلِفوا بآبائكم" ما قال له لقد أشركتَ يا عمر، ما قال له لقد كفرت يا عمر. لو كان مجرد الحلِف بغير الله شركًا أو كُفرًا لكان الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قال لعمر "تَشهّد". إنّما نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن الحلِف بغير الله. "مَنْ كان حالفًا فليحلِف بالله أو ليذر" وفِي روايةٍ: أو ليَصمُتْ. يعني يترُكْ هذا، يكُفُّ عن هذا. ﺍﻟﻮﻫﺎﺑية يُكفِّرون المسلم بدون ذنب، بدون معصية يكفرون المسلم والعياذ بالله.
رابط ذو صله : | http://www.sunnaonline.org |
القسم : | القـــرءان والحــديـث |
الزيارات : | 3489 |
التاريخ : | 4/7/2019 |
|