بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ العِرافَةَ حَقٌّ ولا بُدَّ للناس من العُرَفاء، ولكنَّ العُرَفاءَ في النَّار" .رواه أبو داود في السنن معناه أغلبُ العُرفاء في النار والعُرفاء جمع عَريفٍ وهو المُقَدَّمُ في القَوْمِ . وإنما قال رسول الله: "ولكنَّ العُرفاء في النار" لأنَّ حُبَّ الاستبداد يسودُ معظمهم فيقعُ منهم ظلمٌ لمنْ تَوَلَّوْا أُمورَهُمْ.
فالعِرافةُ حَقٌّ، أي تَوَلِّي أُمورِ الناس حَقٌّ لا بُدَّ منه لأنَّ الناسَ تحتاجُ إلى هذا. عددٌ من جماعةِ الإمامِ الشَّافعيِّ كانوا يَطْمعونَ أنه يَطْلُعُ أحدُهم مُقَدَّماً خليفةً بعد الشَّافعيّ. ولكنَّ الشَّافعي قَدَّم غيرَهم. أحَدُ أولئكَ غَضِبَ فَعَمِلَ كتاباً سماه أخطاء الشافعيّ. حُبُّ الزَّعامةِ والرِّئاسة كثيراً ما يُهْلِكُ صاحبهُ. خالد بنُ الوليد كان قائداً في جيش اليرموك لفتح بلاد الشام، تَسَلَّمَ قيادةَ الجيشِ أيامَ أبي بكرٍ لمقاتلةِ الرُّوم. ثم بعد أنْ قَطَعَ وقتاً قائداً الخليفةُ عُمَرُ عَزَلَهُ عن قيادة جيش اليرموكِ وسَلَّمَ أبا عُبيدة القيادة. خالدٌ ما صارَ في نفسه شيءٌ من التَّرَفُّعِ والاستبداد. صار مطيعاً لأبي عبيدة كواحدٍ من الجُنْدِ. (هؤلاء الذين يخافون الله) ما نَقَصَ من عَمَلهِ الذي كان يَعْمَلُهُ شيءٌّ لأنهُ يَعْمَلُ ابتغاء مرضاة الله وليس ابتغاء مرضاة عمر وكذلك في حرب المرتدِّينَ، أبو بكر وَلَّى خالداً، ما وَلَّى عليَّاً على جيش المسلمين. سيِّدُنا عليٌّ أطاعَ خالداً، ما قال أنا أفضلُ عند الله من خالدٍ، ما قال أنا من السَّابقين الأولينَ وأحَدُ العَشَرَةَ المبشَّرين بالجنَّةِ فكيف أكونُ في يدِ خالدٍ الذي أسلمَ قبل وفاة الرَّسولِ بثلاث سنواتٍ تقريباً، بل مشى في قيادة خالدٍ وقُتِلَ في تلك المعارك سبعون من الصحابة.
رابط ذو صله : | http://www.sunnaonline.org |
القسم : | القـــرءان والحــديـث |
الزيارات : | 2268 |
التاريخ : | 29/5/2020 |
|