www.sunnaonline.org

باب ما يقول عند استفتاح الصلاة

رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَغَيْرُهُمَا عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلاَةَ قَالَ [وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِيَ جَمِيعًا إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَِحْسَنِ الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأَِحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ].

لِيُعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ الْحَقِّ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَنَّ جَمِيعَ الْكَائِنَاتِ خَيْرِهَا وَشَرِّهَا، نَفْعِهَا وَضُرِّهَا كُلَّهَا مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَبِإِرَادَتِهِ وَتَقْدِيرِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى
﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ. وَقَالَ تَعَالَى ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. وَمَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ] أَيْ أَنَّ الشَّرَّ لاَ يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيْكَ. فَاللهُ لاَ يُحِبُّ الشَّرَّ مَعَ أَنَّهُ شَاءَ وَقَدَّرَ حُصُولَهُ وَدَخَلَ فِي الْوُجُودِ بِخَلْقِ اللهِ. وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مَعْنَاهُقَصَدْتُ بِعِبَادَتِي الْخَالِقَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، حَنِيفًا أَيْ مَائِلاً عَنِ الْبَاطِلِ إِلَى الدِّينِ الْحَقِّ الَّذِي هُوَ الإِسْلاَمُ، النُّسُكُ هُوَ عَمَلُ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَمَا يُذْبَحُ تَقَرُّبًا إِلَى اللهِ مِنَ الذَّبِيحَةِ كَالأُضْحِيَّةِ، وَمَحْيَايَ أَيْ حَيَاتِي، للهِ أَيْ مِلْكٌ للهِ وَخَلْقٌ لَهُ، لَبَّيْكَ أَيْ لَكَ الطَّاعَةُ، أُطِيعُكَ طَاعَةً بَعْدَ طَاعَةٍ، وَسَعْدَيْكَ أَيْ أُقِيمُ عَلَى طَاعَتِكَ. أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ أَيْ وُجُودِي بِكَ وَنِهَايَتِي إِلَى لِقَاءِكَ.

وَرَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلاَةِ سَكَتَ هُنَيْهَةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ [أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ]. يُقَالُ مَكَثَ هُنَيْهَةً أَيْ سَاعَةً لَطِيفَةً، وَلُغَةً يُقَالُ نَقِيٌّ أَيْ نَظِيفٌ وَهُنَا أَيْ نَظِّفْنِي، الدَّنَسُ بِفَتْحَتَيْنِ الْوَسَخُ، وَهَذَا تَعْبِيرٌ عَنِ الذُّنُوبِ.

وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلاَةَ قَالَ [سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلاَ إِلهَ غَيْرُكَ]. مَعْنَى جَدُّكَ أَيْ عَظَمَتُكَ. تَبَارَكَ اسْمُكَ أَيْ تَعَالَى أَوْ كَثُرَ خَيْرُكَ وَإِحْسَانُكَ.


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : الأدعــية والأذكــار
الزيارات : 4372
التاريخ : 19/12/2010