www.sunnaonline.org

عدم الوفاء بالنذر

إعلموا أن من المعاصي ترك الوفاء بالنذر سَواءٌ كان النذرُ نذرَ تَبَرُّرٍ وهو الذي يَنذر بلا تَعليقٍ بشَىء مِمّا هو قُربةٌ، أو نَذرًا مع التعليق على حصول مرغوب كحدوث نِعمة أو زوالِ نِقمة، أو نَذْرَ لَجَاجٍ واللجاجُ هو الخُصومة كأن يقول إن كلّمت فلانًا فللَّهِ عليَّ عِتقٌ أو صوم أو صلاة مثلا فهو مخَيَّر بين فِعلِ ما التزمه وبين كفّارة اليمين. ونذر اللجاج مكروه لا يحبه الله أما النذر الذي مدح الله تعالى الوفاء به فهو النذر الذي يكون تقربا إلى الله من غير تعليق بشىء.

وشرطُ النذر الذي يجب الوفاء به هو أن يكون المنذور قُربةً غيرَ واجبةٍ فلا ينعَقِدُ نَذرُ القُربة الواجبة كالصلواتِ الخمسِ، ولا نذر تَركِ المعصية كشُرب الخمر وفيه تفاصِيلُ مذكورة في كتب الفقه المطوّلة والمبسوطة.

فمن نذر صلاةً فيَكفِيه أن يُصَلّيَ ركعةً، ومَن نذر صومًا يكفيه صومُ يوم.
ومن نذر أن يذبح خروفًا ليتصدق به ولم يحدد كم عمرُ هذا الخروف يذبح خروفا عمره سنة أو أسقط مقدَّم أسنانه وليس للنّاذر أن يأكل من نذره الذي نذره ولا أن يطعم أولاده الأطفال منه لا يُطعم إلا الفقراء الذين ليس لهم عليه نفقة. فعُلِم من ذلك أنه لا يصِحُّ نَذرُ معصية كشرب خمر ولا نذر مُباح أي ما يستوي فعله وتركه فلا يلزم الفِعلُ أي الوفاء به لأنه ليس قربة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [مَن نذر أن يُطِيْعَ الله فليُطِعْه ومن نذَر أن يَعْصيه فلا يَعْصِه] رواه البخاري

وقد يكون النذر شِركًا وكفرًا كما لو نذَر شخصٌ لوليّ أو وليّة تقرّبًا إلى ذلك الولي أو تلك الولية ليس بنية التقرب إلى الله تعالى بل النذر لهما بنية أن هذا الولي أو هذه الولية يقضي الحاجات ويفرّج الكربات ناسيًا الله تعالى، ما خطر ببالِه التقربُ إلى الله، فهذا النذر فاسد وباطلٌ وكفرٌ. وأمّا النّذرُ للأولياء من أهلِ القبُور كالأوزاعيّ والسيّدة زينب فإن كان هذا النّذر بنيّة التقرّب إلى الله بالتّصدّق عن روح الأوزاعي مع رجاء أن يقضي الله حاجَتَهُ ببركة هذا الخير الذي فعله فلا بأسَ فإن كان النذر خروفًا ينوي أنه يُطعم لحمَه للفقراء الذين هناك أو الخادِم الذي يَرْعَى المَقام تقربًا إلى الله مع نيّةِ أن يَقضِيَ الله حاجتَه فإنّ هذا لا بأسَ به، وأمّا إذا كان لم يَخْطُرْ بباله التقرّبُ إلى الله إلا تعظيمُ هذا الوليّ فلا يصحّ هذا النّذر. وكثير من الناسِ نَذْرُهم باطِلٌ لأنّه لا يَخطُر ببالِهم التقرّبُ إلى الله بالتّصدقِ عن روح هذا الوليّ إلا تعظيمُ هذه البُقْعة باعتقادِهم أن لها خصوصيّةً في دفْع المكروه وجَلْبِ المنفَعة، وهذا النّذرُ شبيهٌ بعبادةِ الأوثان.

ثم إن تنفيذ النذر على التراخي وليس شرطًا أن يكون على الفَور إلا أن حَدَّد وقْتًا ففي الوقت الذي حَدَّدَه.



رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : معاصي البدن والجوارح
الزيارات : 5476
التاريخ : 28/12/2010