www.sunnaonline.org

الحسين بن علي

الإمَامُ، الشَّريْفُ، الكَاملُ، سبْطُ رَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- وَرَيْحَانتُهُ منَ الدُّنْيَا، وَمَحبُوْبُهُ. أَبُو عَبْد الله الحُسَيْنُ ابْنُ أَميْر المُؤْمنيْنَ أَبي الحَسَن عَليّ بن أَبي طَالبٍ بن عَبْد المُطَّلب بن هَاشم بن عَبْد مَنَافٍ بن قُصَيٍّ القُرَشيُّ، الهَاشميُّ. حَدَّثَ عَنْ: جَدّه، وَأَبَوَيْه، وَصهْره عُمَرَ، وَطَائفَةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدَاهُ؛ عَليٌّ وَفَاطمَةُ، وَعُبَيْدُ بنُ حُنَيْنٍ، وَهَمَّامٌ الفَرَزْدَقُ، وَعكْرمَةُ، وَالشَّعْبيُّ، وَطَلْحَةُ العُقَيْليُّ، وَابْنُ أَخيْه؛ زَيْدُ بنُ الحَسَن، وَحَفيْدُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ البَاقرُ - وَلَمْ يُدْركْهُ - وَبنْتُهُ سُكَيْنَةُ، وَآخَرُوْنَ.

مولده

قَالَ الزُّبَيْرُ: مَوْلدُهُ في خَامس شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ منَ الهجْرَة. قَالَ جَعْفَرٌ الصَّادقُ: بَيْنَ الحَسَن وَالحُسَيْن في الحَمْل طُهْرٌ وَاحدٌ.

شبيه جده النبي

رَوَى: هَانئُ بنُ هَانئ، عَنْ عَليٍّ، قَالَ: الحُسَيْنُ أَشبَهُ برَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- منْ صَدْره إلَى قَدَمَيْه. وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ هشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: شَهدْتُ ابْنَ زيَادٍ حَيْثُ أُتيَ برَأْس الحُسَيْن، فَجَعَلَ يَنكُتُ بقَضيْبٍ مَعَهُ، فَقُلْتُ: أَمَا إنَّهُ كَانَ أَشْبَهَهُمَا بالنَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-. وَرَوَاهُ: جَريْرُ بنُ حَازمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ.

محبة النبي له

مُحَمَّدُ بنُ عَبْد الله بن أَبي يَعْقُوْبَ: عَن ابْن أَبي نُعْمٍ، قَالَ: كُنْتُ عنْدَ ابْن عُمَرَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَم البَعُوض، فَقَالَ: ممَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: منْ أَهْل العرَاق. قَالَ: انظُرْ إلَى هَذَا يَسْأَلُني عَنْ دَم البَعُوض، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- وَقَدْ سَمعْتُ رَسُوْلَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (هُمَا رَيْحَانَتَايَ منَ الدُّنْيَا). رَوَاهُ: جَريْرُ بنُ حَازمٍ، وَمَهْديُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، عَنْهُ. عَنْ أَبي أَيُّوْبَ الأَنْصَاريّ، قَالَ: دَخَلتُ عَلَى رَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ يَلْعَبَان عَلَى صَدْره، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الله! أَتُحبُّهُمَا؟! قَالَ: (كَيْفَ لاَ أُحبُّهُمَا، وَهُمَا رَيْحَانَتَايَ منَ الدُّنْيَا). رَوَاهُ: الطَّبَرَانيُّ في (المُعْجَم).

وَعَن الحَارث، عَنْ عَليٍّ، مَرْفُوعا: (الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ: سَيّدَا شَبَاب أَهْل الجَنَّة). وَيُرْوَى عَنْ: شُرَيْحٍ، عَنْ عَليٍّ. وَفي البَاب عَن: ابْن عُمَرَ، وَابْن عَبَّاسٍ، وَعُمَرَ، وَابْن مَسْعُوْدٍ، وَمَالك بن الحُوَيْرث، وَأَبي سَعيْدٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَنَسٍ، وَجَابرٍ منْ وُجُوهٍ يُقَوّي بَعضُهَا بَعْضا. وَعَن وَكيْعٌ: حَدَّثَنَا رَبيْع بنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بن سَابطٍ، عَنْ جَابرٍ: أَنَّهُ قَالَ - وَقَدْ دَخَلَ الحُسَيْنُ المَسْجدَ -: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إلَى سَيّد شَبَاب أَهْل الجَنَّة، فَلْيَنْظُرْ إلَى هَذَا). سَمعتُه منْ رَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-. تَابَعَهُ: عَبْدُ الله بنُ نُمَيْرٍ، عَنْ رَبيْعٍ الجُعْفيّ. أَخْرَجَهُ: أَحْمَدُ في (مُسْنَده).

وَقَالَ شَهْرٌ: عَنْ أُمّ سَلَمَةَ: إنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- جَلَّلَ عَليّا وَفَاطمَةَ وَابْنَيْهمَا بكسَاءٍ، ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ هَؤُلاَء أَهْلُ بَيْت بنْتي وَحَامَتي، اللَّهُمَّ أَذْهبْ عَنْهُمُ الرّجْسَ، وَطَهّرْهُمْ تَطْهيْرا). فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الله! أَنَا منْهُم؟ قَالَ: (إنَّك إلَى خَيْرٍ). إسْنَادُهُ جَيّدٌ. رُويَ منْ وُجُوهٍ عَنْ شَهْرٍ. وَفي بَعضهَا يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَيْهَا أُعَزّيْهَا عَلَى الحُسَيْن.

وَعَن أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بنُ عُثْمَانَ بن خُثَيْمٍ، عَنْ سَعيْد بن رَاشدٍ، عَنْ يَعْلَى العَامريّ: قَالَ رَسُوْلُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: (حُسَيْنٌ سبْطٌ منَ الأَسْبَاط، مَنْ أَحَبَّني فَلْيُحبَّ حُسَيْنا). وَفي لَفظٍ: (أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنا). وَعَن أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: عَنْ عَاصمٍ، عَنْ زرٍّ، عَنْ عَبْد الله: رَأَيتُ رَسُوْلَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- أَخذَ بيد الحَسَن وَالحُسَيْن، وَيَقُوْلُ: (هَذَان ابْنَايَ؛ فَمَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّني، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَني). وَفي مَرَاسيْل يَزيْدَ بن أَبي زيَادٍ: أَنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- سَمعَ حُسَيْنا يَبْكي، فَقَالَ لأُمّه: (أَلَمْ تَعْلَمي أَنَّ بُكَاءهُ يُؤْذيْني).

محبة الصحابة له

حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعيْدٍ الأَنْصَاريُّ، عَنْ عُبَيْد بن حُنَيْنٍ، عَن الحُسَيْن، قَالَ: صَعدتُ المنْبَرَ إلَى عُمَرَ، فَقُلْتُ: انزلْ عَنْ منْبَر أَبي، وَاذْهَبْ إلَى منْبَر أَبيْكَ. فَقَالَ: إنَّ أَبي لَمْ يَكُنْ لَهُ منْبَرٌ! فَأَقْعَدَني مَعَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! مَنْ علَّمَكَ هَذَا؟ قُلْتُ: مَا عَلَّمَنيْه أَحَدٌ. قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! وَهَلْ أَنْبتَ عَلَى رُؤُوْسنَا الشَّعْرَ إلاَّ اللهُ ثُمَّ أَنْتُم! وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسه، وَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! لَوْ جَعَلْتَ تَأْتينَا وَتَغْشَانَا. إسْنَادُه صَحيْحٌ.

رَوَى: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبيْه: أَنَّ عُمَرَ جَعلَ للْحُسَيْن مثْلَ عَطَاء عَليٍّ، خَمْسَةَ آلاَفٍ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ مَعْمَرٍ، عَن الزُّهْريّ: أَنَّ عُمَرَ كَسَا أَبْنَاءَ الصَّحَابَة؛ وَلَمْ يَكُنْ في ذَلكَ مَا يَصلُحُ للْحَسَن وَالحُسَيْن؛ فَبَعثَ إلَى اليَمَن، فَأُتي بكسْوَةٍ لَهُمَا، فَقَالَ: الآنَ طَابَتْ نَفْسي. رَوَى الوَاقديُّ: حَدَّثَني مُوْسَى بنُ مُحَمَّد بن إبْرَاهيْمَ التَّيْميُّ، عَنْ أَبيْه: أَنَّ عُمَرَ أَلحقَ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ بفريضَة أَبيهمَا؛ لقَرَابَتهمَا منْ رَسُوْل الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ لكُلّ وَاحدٍ خَمْسَةُ آلاَفٍ.

رَوَى يُوْنُسُ بنُ أَبي إسْحَاقَ: عَن العَيْزَار بن حُرَيْثٍ، قَالَ: بَيْنَا عَمْرُو بنُ العَاص في ظلّ الكَعْبَة، إذْ رَأَى الحُسَيْنَ، فَقَالَ: هَذَا أَحبُّ أَهْل الأَرْض إلَى أَهْل السَّمَاء اليَوْمَ. رَوَى إبْرَاهيْمُ بنُ نَافعٍ: عَنْ عَمْرو بن ديْنَارٍ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إذَا أَتَى ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: إنَّ عَلَيَّ رَقَبَة منْ بَني إسْمَاعيْلَ، قَالَ: عَلَيْكَ بالحَسَن وَالحُسَيْن. وعَنْ أَبي المُهَزّم، قَالَ: كُنَّا في جَنَازَةٍ، فَأَقْبَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَنْفُضُ بثَوْبه التُّرَابَ عَنْ قَدَم الحُسَيْن.

المباهلة

مَعْمَرٌ: عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُوْلُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- أَنْ يُبَاهلَ أَهْلَ نَجْرَانَ، أَخذَ بيَد الحَسَن وَالحُسَيْن، وَقَالَ لفَاطمَةَ: (اتْبَعيْنَا). فَلَمَّا رَأَى ذَلكَ أَعْدَاءُ الله، رَجَعُوا.

أولاده

فَأَولاَدُ الحُسَيْن هُمْ: عَليٌّ الأَكْبَرُ الَّذي قُتلَ مَعَ أَبيْه، وَعَليٌّ زينُ العَابديْنَ، وَذُرّيَتُهُ عَدَدٌ كَثيْرٌ، وَجَعْفَرٌ وَعَبْدُ الله، وَلَمْ يُعْقبَا. فَوُلدَ لزَيْن العَابديْنَ: الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ مَاتَا صَغيْرَيْن، وَمُحَمَّدٌ البَاقرُ، وَعَبْدُ الله، وَزَيْدٌ، وَعُمَرُ، وَعَليٌّ، وَمُحَمَّدٌ الأَوْسَطُ وَلَمْ يُعْقبْ، وَعَبْدُ الرَّحْمَن، وَحُسَيْنٌ الصَّغيْرُ، وَالقَاسمُ وَلَمْ يُعْقبْ.

بعض فضائله

وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْريُّ: حَجَّ الحُسَيْنُ خَمْسا وَعشْريْنَ حَجَّة مَاشيا. وَكَذَا رَوَى: عُبَيْدُ الله الوَصَّافيُّ، عَنْ عَبْد الله بن عُبَيْد بن عُمَيْرٍ، وَزَادَ: وَنجَائبُه تُقَادُ مَعَهُ. وَعَنْ سَعيْد بن عَمْرٍو: أَنَّ الحَسَنَ قَالَ للْحُسَيْن: وَددْتُ أَنَّ لي بَعضَ شدَّة قَلْبكَ. فَيَقُوْلُ الحُسَيْنُ: وَأَنَا وَددْتُ أَنَّ لي بَعضَ مَا بُسطَ منْ لسَانكَ. الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَسَنٍ: لَمَّا نَزلَ عُمَرُ بنُ سَعْدٍ بالحُسَيْن، خَطبَ أَصْحَابَهُ، وَقَالَ: قَدْ نَزلَ بنَا مَا تَرَوْنَ، وَإنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَتَنكَّرَتْ، وَأَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا، وَاسْتُمْرئَتْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ منْهَا إلاَّ كَصُبَابَة الإنَاء، وَإلاَّ خَسيسُ عَيْشٍ كَالمَرْعَى الوَبيْل، أَلاَ تَرَوْنَ الحَقَّ لاَ يُعْمَلُ به، وَالبَاطلَ لاَ يُتنَاهَى عَنْهُ؟ ليَرْغَبَ المُؤْمنُ في لقَاء الله، إنّيْ لاَ أَرَى المَوْتَ إلاَّ سَعَادَة، وَالحيَاةَ مَعَ الظَّالميَنَ إلاَّ نَدَما.

بعض مواصفاته

المُطَّلبُ بنُ زيَادٍ: عَن السُّدّيّ، قَالَ: رَأَيْتُ الحُسَيْنَ وَلَهُ جُمَّةٌ خَارجَةٌ منْ تَحْت عمَامَته. وَقَالَ العَيْزَارُ بنُ حُرَيْثٍ: رَأَيْتُ عَلَى الحُسَيْن مطْرَفا منْ خَزٍّ. وَعَن الشَّعْبيّ، قَالَ: رَأَيْتُ الحُسَيْنَ يَتَخَتَّمُ في شَهْر رَمَضَانَ. عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ، قَالَ: رَأَيْتُ الحُسَيْنَ بنَ عَلِيّ أَسودَ الرَّأْسِ وَاللّحْيَةِ، إِلاَّ شَعرَاتٍ فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ.

الأخبار باستشهاد الحسين

عُمَارَةُ بنُ زَاذَانَ: حَدَّثَنَا ثَابتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: استَأْذنَ مَلَكُ القَطْر عَلَى النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-. فَقَالَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: (يَا أُمَّ سَلَمَةَ! احْفَظي عَلَيْنَا البَابَ). فَجَاءَ الحُسَيْنُ، فَاقْتَحَمَ، وَجَعلَ يَتَوَثَّبُ عَلَى النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ وَرَسُوْلُ الله يُقَبّلُهُ. فَقَالَ المَلَكُ: أَتُحبُّهُ؟ قَالَ: (نَعَمْ). قَالَ: إنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتلُه، إنْ شئْتَ أَرَيْتُكَ المَكَانَ الَّذي يُقتَلُ فيْه. قَالَ: (نَعَم). فَجَاءهُ بسَهْلَةٍ، أَوْ تُرَابٍ أَحْمَرَ. قَالَ ثَابتٌ: كُنَّا نَقُوْلُ: إنَّهَا كَرْبَلاَءُ.

عَليُّ بنُ الحُسَيْن بن وَاقدٍ: حَدَّثَنَا أَبي، حَدَّثَنَا أَبُو غَالبٍ، عَنْ أَبي أُمَامَةَ: قَالَ رَسُوْلُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- لنسَائه: (لاَ تُبَكُّوا هَذَا). يَعْني: حُسَيْنا. فَكَانَ يَوْمُ أُمّ سَلَمَةَ، فَنَزَلَ جبْريْلُ، فَقَالَ رَسُوْلُ الله لأُمّ سَلَمَةَ: (لاَ تَدَعي أَحَدا يَدْخُلُ). فَجَاءَ حُسَيْنٌ، فَبَكَى؛ فَخَلَّتْهُ يَدْخُلُ، فَدَخَلَ حَتَّى جَلَسَ في حَجْر رَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-. فَقَالَ جبْريْلُ: إنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتلُهُ. قَالَ: (يَقْتُلُوْنَهُ وَهُمْ مُؤْمنُوْنَ؟). قَالَ: نَعَمْ. وَأَرَاهُ تُرْبَتَهُ. إسْنَادُهُ حَسَنٌ.

وَعَنْ حَمَّاد بن زَيْدٍ، عَنْ سَعيْد بن جُمْهَانَ: أَنَّ النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- أَتَاهُ جبْريْلُ بتُرَابٍ منَ التُّرْبَة الَّتي يُقْتَلُ بهَا الحُسَيْنُ. وَقيْلَ: اسْمُهَا كَرْبَلاَءُ. فَقَالَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: (كَرْبٌ وَبَلاَءٌ). وَعَنْ إسْرَائيْلُ: عَنْ أَبي إسْحَاقَ، عَنْ هَانئ بن هَانئ، عَنْ عَليٍّ، قَالَ: لَيُقْتَلَنَّ الحُسَيْنُ قَتْلا، وَإنّي لأَعْرفُ تُرَابَ الأَرْض الَّتي يُقتَلُ بهَا. وروى أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّار بنُ العَبَّاس، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنيّ: أَنَّ كَعْبا مَرَّ عَلَى عَلَيٍّ، فَقَالَ: يُقتَلُ منْ وَلَد هَذَا رَجُلٌ في عصَابَةٍ لاَ يَجفُّ عَرَقُ خَيْلهم حَتَّى يَردُوا عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-. فَمرَّ حَسَنٌ، فَقيْلَ: هَذَا؟ قَالَ: لاَ. فَمَرَّ حُسَيْنٌ، فَقيْلَ: هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ.  وَعَنْ حُصَيْنُ بنُ عَبْد الرَّحْمَن: عَن العَلاَء بن أَبي عَائشَةَ، عَنْ أَبيْه، عَنْ رَأْس الجَالُوْت، قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّهُ يُقتَلُ بكَرْبَلاَءَ ابْنُ نَبيٍّ.

عزم الحسين في المسير إلى العراق

لَمَّا مَاتَ مُعَاويَةُ، تَسَلَّمَ الخلاَفَةَ يَزيْدُ، وَبَايَعَهُ أَكْثَرُ النَّاس، وَلَمْ يُبَايعْ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْر وَلاَ الحُسَيْنُ، وَأَنِفُوا منْ ذَلكَ، وَرَامَ كُلُّ وَاحدٍ منْهُمَا الأَمْرَ لنَفْسه، وَسَارَا في اللَّيْل منَ المَديْنَة. سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ إبْرَاهيْمَ بن مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوْسٍ، عَن ابْن عَبَّاسٍ، قَالَ: اسْتَشَارَني الحُسَيْنُ في الخُرُوْج، فَقُلْتُ: لَوْلاَ أَنْ يُزْرَى بي وَبكَ، لَنَشَبْتُ يَدي في رَأْسكَ. فَقَالَ: لأَنْ أُقتَلَ بمَكَان كَذَا وَكَذَا أَحبُّ إلَيَّ منْ أَنْ أَسْتحلَّ حُرمَتَهَا -يَعْني: مَكَّةَ-. وَكَانَ ذَلكَ الَّذي سَلَّى نَفْسي عَنْهُ.

يَحْيَى بنُ إسْمَاعيْلَ البَجَليُّ: حَدَّثَنَا الشَّعْبيُّ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ قَدمَ المَديْنَةَ، فَأُخبرَ أَنَّ الحُسَيْنَ قَدْ تَوجَّهَ إلَى العرَاق، فَلَحقَهُ عَلَى مَسيْرَة لَيْلَتَيْن، فَقَالَ: أَيْنَ تُريْدُ؟ قَالَ: العرَاقَ. وَمَعَهُ طَوَاميْرُ وَكُتُبٍ، فَقَالَ: لاَ تَأْتهم. قَالَ: هَذه كُتُبُهُم وَبَيْعتُهُم. فَقَالَ: إنَّ اللهَ خَيَّرَ نَبيَّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخرَة، فَاخْتَارَ الآخرَةَ، وَإنَّكُم بَضْعَةٌ منْهُ، لاَ يَليهَا أَحَدٌ منْكُم أَبَدا، وَمَا صَرَفهَا اللهُ عَنْكُم إلاَّ للَّذي هُوَ خَيرٌ لَكُم، فَارْجعُوا. فَأَبَى، فَاعْتَنَقَهُ ابْنُ عُمَرَ، وَقَالَ: أَسْتَوْدعُكَ اللهَ منْ قَتيْلٍ.

زَادَ فيْه الحَسَنُ بنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ يَحْيَى بن إسْمَاعيْلَ، عَن الشَّعْبيّ: نَاشَدَهُ، وَقَالَ: إنَّ أَهْلَ العرَاق قَوْمٌ مَنَاكيْرُ، قَتَلُوا أَبَاكَ، وَضَرَبُوا أَخَاكَ، وَفَعَلُوا وَفَعَلُوا. ابْنُ المُبَارَك: عَنْ بشْر بن غَالبٍ، أَنَّ الزُّبَيْرَ قَالَ للْحُسَيْن: إلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟ إلَى قَوْمٍ قَتَلُوا أَبَاكَ، وَطَعَنُوا أَخَاكَ! فَقَالَ: لأَنْ أُقتلَ، أَحبُّ إلَيَّ منْ أَنْ تُسْتَحَلَّ -يَعْني: مَكَّةَ-. وجَاءهُ أَبُو سَعيْدٍ الخُدْريُّ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْد الله، إنّيْ لَكَ نَاصحٌ وَمُشْفقٌ، وَقَدْ بَلَغَني أَنَّهُ كَاتَبَكَ قَوْمٌ منْ شيْعتكَ، فَلاَ تَخْرُجْ إلَيْهم، فَإنّي سَمعْتُ أَبَاكَ يَقُوْلُ بالكُوْفَة: وَالله لَقَدْ مَللْتُهُم وَمَلُّوني، وَأَبْغَضْتُهُم وَأَبْغَضُوني، وَمَا بَلَوْتُ منْهُم وَفَاء، وَلاَ لَهُم ثَبَاتٌ وَلاَ عَزْمٌ وَلاَ صَبرٌ عَلَى السَّيْف. وَأَبَى الحُسَيْنُ عَلَى كُلّ مَنْ أَشَارَ عَلَيْه إلاَّ المَسيْرَ إلَى العرَاق.

استشهاد الحسين

عَنْ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: عَنْ يَزيْدَ الرّشْك، قَالَ: حدَّثَني مَنْ شَافَهَ الحُسَيْنَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبْنيَة مَضْرُوْبَة للْحُسَيْن، فَأَتَيْتُ، فَإذَا شَيْخٌ يَقرَأُ القُرْآنَ، وَالدُّمُوعُ تَسيْلُ عَلَى خَدَّيْه، فَقُلْتُ: بأَبي وَأُمّي يَا ابْنَ رَسُوْل الله! مَا أَنْزَلَكَ هَذه البلاَدَ وَالفَلاَةَ؟ قَالَ: هَذه كُتُبُ أَهْل الكُوْفَة إلَيَّ، وَلاَ أَرَاهُم إلاَّ قَاتليَّ، فَإذَا فَعَلُوا ذَلكَ، لَمْ يَدَعُوا لله حُرمَة إلاَّ انْتَهَكُوهَا، فَيُسَلّطُ اللهُ عَلَيْهم مَنْ يُذلُّهُم حَتَّى يَكُوْنُوا أَذلَّ منْ فَرَم الأَمَة - يَعْني: مَقنعَتهَا -.  وذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ بأَسَانيْدَ لَهُ، قَالُوا: قَدَّمَ الحُسَيْنُ مُسْلما، وَأَمَرَهُ أَنْ يَنْزلَ عَلَى هَانئ بن عُرْوَةَ، وَيَكْتُبَ إلَيْه بخَبَر النَّاس، فَقَدمَ الكُوْفَةَ مُسْتَخْفيا، وَأَتَتْهُ الشّيْعَةُ، فَأَخَذَ بَيْعَتَهُم، وَكَتَبَ إلَى الحُسَيْن: بَايَعَني إلَى الآنَ ثَمَانيَةَ عَشَرَ أَلْفا، فَعَجّلْ، فَلَيْسَ دُوْنَ الكُوْفَة مَانعٌ.

فَأَغذَّ السَّيْرَ حَتَّى انْتَهَى إلَى زبَالَةَ، فَجَاءتْ رُسُلُ أَهْل الكُوْفَة إلَيْه بديوَانٍ فيْه أَسْمَاءُ مائَة أَلْفٍ، وَكَانَ عَلَى الكُوْفَة النُّعْمَانُ بنُ بَشيْرٍ، فَخَافَ يَزيْدُ أَنْ لاَ يُقْدمَ النُّعْمَانُ عَلَى الحُسَيْن. فَكَتَبَ إلَى عُبَيْد الله وَهُوَ عَلَى البَصْرَة، فَضَمَّ إلَيْه الكُوْفَةَ، وَقَالَ لَهُ: إنْ كَانَ لَكَ جَنَاحَان، فَطرْ إلَى الكُوْفَة! فَبَادَرَ مُتَعَمّما مُتَنَكّرا، وَمَرَّ في السُّوق، فَلَمَّا رَآهُ السَّفَلَةُ، اشتَدُّوا بَيْنَ يَدَيْه - يَظُنُّونَهُ الحُسَيْنَ - وَصَاحُوا: يَا ابْنَ رَسُوْل الله! الحمدُ لله الَّذي أَرَانَاكَ. وَقَبَّلُوا يَدَهُ وَرجْلَهُ؛ فَقَالَ: مَا أَشدَّ مَا فَسَدَ هَؤُلاَء. ثُمَّ دَخَلَ المسجدَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْن، وَصَعدَ المنْبَرَ، وَكَشَفَ لثَامَهُ، وَظَفرَ برَسُوْل الحُسَيْن - وَهُوَ عَبْدُ الله بنُ بُقْطرٍ - فَقَتَلَهُ.

وَقَدمَ مَعَ عُبَيْد الله؛ شَريْكُ بنُ الأَعْوَر - شيْعيٌّ -؛ فَنَزَلَ عَلَى هَانئ بن عُرْوَةَ، فَمَرضَ، فَكَانَ عُبَيْدُ الله يَعُوْدُهُ، فَهَيَّؤُوا لعُبَيْد الله ثَلاَثيْنَ رَجُلا ليَغتَالُوْهُ، فَلَمْ يَتمَّ ذَلكَ. وَفَهمَ عُبَيْدُ الله، فَوَثَبَ، وَخَرَجَ، فَنَمَّ عَلَيْهم عَبْدٌ لهَانئ، فَبَعثَ إلَى هَانئ - وَهُوَ شَيْخٌ - فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُجيْرَ عَدُوّي؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخي، جَاءَ حَقٌّ هُوَ أَحَقُّ منْ حَقّكَ. فَوَثَبَ إلَيْه عُبَيْدُ الله بالعَنَزَة حَتَّى غَرزَ رَأْسَهُ بالحَائط.
وَبَلغَ الخبَرُ مُسلما، فَخَرَجَ في نَحْو الأَرْبَع مائَة، فَمَا وَصَلَ القَصْرَ إلاَّ في نَحْو السّتّيْنَ، وَغَربَت الشَّمْسُ، فَاقْتَتَلُوا، وَكَثُرَ عَلَيْهم أَصْحَابُ عُبَيْد الله، وَجَاءَ اللَّيْلُ، فَهَرَبَ مُسْلمٌ، فَاسْتَجَارَ بامْرَأَةٍ منْ كنْدَةَ، ثُمَّ جيْءَ به إلَى عُبَيْد الله، فَقَتَلَهُ؛ فَقَالَ: دَعْني أُوص. قَالَ: نَعَمْ.

فَقَالَ لعُمَرَ بن سَعْدٍ: يَا هَذَا! إنَّ لي إلَيْكَ حَاجَة، وَلَيْسَ هُنَا قُرَشيٌّ غَيرُكَ، وَهَذَا الحُسَيْنُ قَدْ أَظَلَّكَ، فَأَرسلْ إلَيْه ليَنصَرفْ، فَإنَّ القَوْمَ قَدْ غَرُّوهُ، وَكَذَّبُوْهُ، وَعَلَيَّ دَيْنٌ، فَاقْضه عَنّي، وَوَار جُثَّتي، فَفَعَلَ ذَلكَ. وَبَعَثَ رَجُلا عَلَى نَاقَةٍ إلَى الحُسَيْن، فَلَقيَهُ عَلَى أَرْبَع مَرَاحلَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَليٌّ الأَكْبَرُ: ارْجعْ يَا أَبَه، فَإنَّهُم أَهْلُ العرَاق وَغَدْرُهُم وَقلَّةُ وَفَائهم. فَقَالَتْ بَنُو عَقيْلٍ: لَيْسَ بحين رُجُوْعٍ. وَحَرَّضُوهُ، فَقَالَ حُسَيْنٌ لأَصْحَابه: قَدْ تَرَوْنَ مَا أَتَانَا، وَمَا أَرَى القَوْمَ إلاَّ سَيَخْذُلُوْنَنَا، فَمَنْ أَحبَّ أَنْ يَرْجعَ، فَلْيَرْجعْ. فَانْصَرَفَ عَنْهُ قَوْمٌ. وَأَمَّا عُبَيْدُ الله فَجَمعَ المُقَاتلَةَ، وَبَذَلَ لَهُمُ المَالَ، وَجَهَّزَ عُمَرَ بنَ سَعْدٍ في أَرْبَعَة آلاَفٍ، فَأَبَى، وَكَرهَ قتَالَ الحُسَيْن، فَقَالَ: لَئنْ لَمْ تَسرْ إلَيْه لأَعْزلَنَّكَ، وَلأَهْدمَنَّ دَارَكَ، وَأَضْربَ عُنُقَكَ.

وَكَانَ الحُسَيْنُ في خَمْسيْنَ رَجُلا، منْهُم تسْعَةَ عَشَرَ منْ أَهْل بَيْته. وَقَالَ الحُسَيْنُ: يَا هَؤُلاَء! دَعُوْنَا نَرجعْ منْ حَيْثُ جئْنَا. قَالُوا: لاَ. وَبَلَغَ ذَلكَ عُبَيْدَ الله، فَهَمَّ أَنْ يُخَلّيَ عَنْهُ، وَقَالَ: وَالله مَا عَرَضَ لشَيْءٍ منْ عَمَلي، وَمَا أَرَاني إلاَّ مُخْلٍ سَبيلَهُ يَذْهَبُ حَيْثُ يَشَاءُ. فَقَالَ شِمْرٌ: إنْ فَعَلْتَ، وَفَاتَكَ الرَّجُلُ، لاَ تَسْتَقيلُهَا أَبَدا. فَكَتَبَ إلَى عُمَرَ: الآنَ حَيْثُ تَعَلَّقَتْهُ حبَالُنَا * يَرْجُو النَّجَاةَ وَلاَتَ حيْنَ مَنَاص
فَنَاهَضَهُ، وَقَالَ لشِمْرٍ: سرْ، فَإنْ قَاتَلَ عُمَرَ، وَإلاَّ فَاقْتُلْهُ، وَأَنْتَ عَلَى النَّاس. وَضَبَطَ عُبَيْدُ الله الجسْرَ، فَمَنَعَ مَنْ يَجُوزُهُ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ نَاسا يَتَسلَّلُوْنَ إلَى الحُسَيْن. قَالَ: فَرَكبَ العَسْكَرُ، وَحُسَيْنٌ جَالسٌ، فَرَآهُم مُقَبليْنَ، فَقَالَ لأَخيْه عَبَّاسٍ: الْقَهُم فَسَلْهُم: مَا لَهُم؟ فَسَأَلَهُم، قَالُوا: أَتَانَا كتَابُ الأَميْر يَأْمُرُنَا أَنْ نَعرضَ عَلَيْكَ النُّزَولَ عَلَى حُكْمه، أَوْ نُنَاجزُكَ. قَالَ: انْصَرفُوا عَنَّا العَشيَّةَ حَتَّى نَنظُرَ اللَّيْلَةَ.
فَانْصَرَفُوا، وَجَمَعَ حُسَيْنٌ أَصْحَابَهُ لَيْلَةَ عَاشُورَاءَ، فَحَمدَ اللهَ، وَقَالَ: إنّيْ لاَ أَحْسبُ القَوْمَ إلاَّ مُقَاتليكُم غَدا، وَقَدْ أَذنتُ لَكُم جَميْعا، فَأَنْتُم في حلٍّ منّي، وَهَذَا اللَّيْلُ قَدْ غَشيَكُم، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ قُوَّةٌ، فَلْيَضُمَّ إلَيْه رَجُلا منْ أَهْل بَيْتي، وَتَفَرَّقُوا في سَوَادكُم، فَإنَّهُم إنَّمَا يَطْلبُوْنَني، فَإذَا رَأَوْني، لَهَوْا عَنْ طَلَبكُم. فَقَالَ أَهْلُ بَيْته: لاَ أَبْقَانَا اللهُ بَعْدَكَ، وَالله لاَ نُفَارقُكَ. وَقَالَ أَصْحَابُهُ كَذَلكَ. فَلَمَّا أَصْبَحُوا، قَالَ الحُسَيْنُ لعُمَرَ وَجُنْده: لاَ تَعْجَلُوا، وَالله مَا أَتيتُكُم حَتَّى أَتَتْني كُتُبُ أَمَاثلكُم بأَنَّ السُّنَّةَ قَدْ أُميتَتْ، وَالنّفَاقَ قَدْ نَجَمَ، وَالحُدُوْدَ قَدْ عُطّلَتْ؛ فَاقْدَمْ، لَعَلَّ اللهَ يُصلحُ بكَ الأُمَّةَ. فَأَتَيْتُ؛ فَإذْ كَرهتُم ذَلكَ، فَأَنَا رَاجعٌ، فَارْجعُوا إلَى أَنْفُسكُم؛ هَلْ يَصلُحُ لَكُم قَتْلي، أَوْ يَحلُّ دَمي؟ أَلَسْتُ ابْنَ بنْت نَبيّكُم وَابْنَ ابْن عَمّه؟ أَوَلَيْسَ حَمْزَةُ وَالعَبَّاسُ وَجَعْفَرٌ عُمُوْمَتي؟ أَلَمْ يَبلُغْكُم قَوْلُ رَسُوْل الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- فيَّ وَفي أَخي: (هَذَان سَيّدَا شَبَاب أَهْل الجَنَّة

فَقَالَ شمْرٌ: هُوَ يَعَبْدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ إنْ كَانَ يَدْري مَا يَقُوْلُ. فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ كَانَ أَمرُكَ إلَيَّ، لأَجَبْتُ. وَقَالَ الحُسَيْنُ: يَا عُمَرُ! لَيَكُوْنَنَّ لمَا تَرَى يَوْمٌ يَسُوؤُكَ، اللَّهُمَّ إنَّ أَهْلَ العرَاق غَرُّوْني، وَخَدَعُوْني، وَصَنَعُوا بأَخي مَا صَنَعُوا، اللَّهُمَّ شَتّتْ عَلَيْهم أَمْرَهُم، وَأَحْصهمْ عَدَدا. فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَاتَلَ مَوْلَى لعُبَيْد الله بن زيَادٍ، فَبَرَزَ لَهُ عَبْدُ الله بنُ تَميْمٍ الكَلْبيُّ، فَقَتَلَهُ، وَالحُسَيْنُ جَالسٌ عَلَيْه جُبَّةُ خَزٍّ دَكْنَاءُ، وَالنَّبْلُ يَقعُ حَوْلَهُ، فَوَقَعَتْ نَبْلَةٌ في وَلدٍ لَهُ ابْنُ ثَلاَث سنيْنَ، فَلَبسَ لأْمَتَهُ، وَقَاتَلَ حَوْلَهُ أَصْحَابُهُ، حَتَّى قُتلُوا جَميْعا، وَحَمَلَ وَلدُهُ عَليٌّ يَرْتَجزُ: أَنَا عَليُّ بنُ الحُسَيْن بن عَليّ * نَحْنُ وَبَيْت الله أَوْلَى بالنَّبيّ
فَجَاءتْهُ طَعنَةٌ، وَعَطشَ حُسَيْنٌ، فَجَاءَ رَجُلٌ بمَاءٍ، فَتَنَاوَلَهُ، فَرمَاهُ حُصَيْنُ بنُ تَميْمٍ بسَهْمٍ، فَوَقَعَ في فيْه، فَجَعَلَ يَتَلقَّى الدَّمَ بيَده وَيَحْمَدُ اللهَ. وَتَوجَّهَ نَحْوَ المُسَنَّاة يُريْدُ الفُرَاتَ، فَحَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَاء، وَرَمَاهُ رَجُلٌ بسَهْمٍ، فَأَثبتَهُ في حَنَكه، وَبَقيَ عَامَّةَ يَوْمه لاَ يَقْدَمُ عَلَيْه أَحَدٌ، حَتَّى أَحَاطَتْ به الرَّجَّالَةُ، وَهُوَ رَابطُ الجَأْش، يُقَاتلُ قتَالَ الفَارس الشُّجَاع، إنْ كَانَ لَيَشُدُّ عَلَيْهم، فَيَنكَشفُوْنَ عَنْهُ انكشَافَ المعْزَى شَدَّ فيْهَا الأَسَدُ، حَتَّى صَاحَ بهم شِمْرٌ: ثَكلتْكُم أُمَّهَاتُكُم! مَاذَا تَنْتَظرُونَ به؟ فَانْتَهَى إلَيْه زُرْعَةُ التَّميْميُّ، فَضَرَبَ كَتفَهُ، وَضرَبَهُ الحُسَيْنُ عَلَى عَاتقه، فَصَرَعَهُ، وَبرَزَ سنَانٌ النَّخَعيُّ، فَطعَنَهُ في ترقُوته وَفي صَدْره، فَخَرَّ، ثُمَّ نَزَلَ ليَحتَزَّ رَأْسَهُ، وَنَزَلَ خَوْليٌّ الأَصْبَحيُّ، فَاحتَزَّ رَأْسَهُ، وَأَتَى به عُبَيْدَ الله بنَ زيَادٍ، فَلَمْ يُعْطه شَيْئا.ويقال: إن شمر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين، وقيل: سنان بن أنس النخعي والله أعلم

قَالَ: وَوُجدَ بالحُسَيْن ثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ جرَاحَة، وَقُتلَ منْ جَيْش عُمَرَ بن سَعْدٍ ثَمَانيَةٌ وَثَمَانُوْنَ نَفْسا.  قَالَ: وَلَمْ يَفْلتْ منْ أَهْل بَيْت الحُسَيْن سوَى وَلَده عَليٍّ الأَصْغَر - فَالحُسَيْنيَّة منْ ذُرّيَّته - كَانَ مَريضا. وَحَسَنُ بنُ حَسَن بن عَليٍّ، وَلَهُ ذُرّيَّةٌ، وَأَخُوْهُ عَمْرٌو، وَلاَ عَقبَ لَهُ، وَالقَاسمُ بنُ عَبْد الله بن جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَقيْلٍ، فَقَدمَ بهم وَبزَيْنَبَ وَفَاطمَةَ بنْتَيْ عَليٍّ، وَفَاطمَةَ وَسُكَيْنَةَ بنْتَي الحُسَيْن، وَزَوْجَته الرَّبَاب الكَلْبيَّة وَالدَة سُكَيْنَةَ، وَأُمّ مُحَمَّدٍ بنْت الحَسَن بن عَليٍّ، وَعَبيدٍ وَإمَاءٍ لَهُم. وَأَقْبَلَ عُمَرُ بنُ سَعْدٍ، فَقَالَ: مَا رَجَعَ رَجُلٌ إلَى أَهْله بشَرٍّ ممَّا رَجَعْتُ به، أَطَعْتُ ابْنَ زيَادٍ، وَعَصَيْتُ اللهَ، وَقَطَعْتُ الرَّحمَ.

عجائب حصلت بسبب مقتل الحسين

وَعَن ابْن سيْريْنَ: لَمْ تَبْك السَّمَاءُ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ يَحْيَى -عَلَيْه السَّلاَمُ- إلاَّ عَلَى الحُسَيْن. عُثْمَانُ بنُ أَبي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبي، عَنْ جَدّي، عَنْ عيْسَى بن الحَارث الكنْديّ، قَالَ: لَمَّا قُتلَ الحُسَيْنُ، مَكَثْنَا أَيَّاما سَبْعَة، إذَا صَلَّينَا العَصرَ، فَنَظَرْنَا إلَى الشَّمْس عَلَى أَطرَاف الحيطَان كَأَنَّهَا المَلاَحفُ المُعَصْفَرَةُ، وَنَظَرْنَا إلَى الكَوَاكب يَضربُ بَعْضُهَا بَعْضا. المَدَائنيُّ: عَنْ عَليّ بن مُدْركٍ، عَنْ جَدّه الأَسْوَد بن قَيْسٍ، قَالَ: احْمَرَّتْ آفَاقُ السَّمَاء بَعْدَ قَتْل الحُسَيْن ستَّةَ أَشْهُرٍ تُرَى كَالدَّم. هشَامُ بنُ حَسَّانٍ: عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: تَعْلَمُ هَذه الحُمْرَةُ في الأُفُق ممَّ؟ هُوَ منْ يَوْم قَتْل الحُسَيْن. الفَسَويُّ: حَدَّثَنَا مُسْلمُ بنُ إبْرَاهيْمَ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ سُوْقٍ العَبْديَّةُ؛ قَالَتْ: حدَّثَتْني نَضْرَةُ الأَزْديَّةُ، قَالَتْ: لَمَّا أَنْ قُتلَ الحُسَيْنُ، مَطَرت السَّمَاءُ مَاء، فَأَصْبَحْتُ وَكُلُّ شَيْءٍ لَنَا مَلآنُ دَما. جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعيُّ: حَدَّثَتْني خَالتي، قَالَتْ: لَمَّا قُتلَ الحُسَيْنُ، مُطرْنَا مَطَرا كَالدَّم. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَا عُرفَ الزُّهْريُّ أَنَّهُ تَكَلَّمَ في مَجْلس الوَليْد؛ فَقَالَ الوَليْدُ: أَيُّكُم يَعْلَمُ مَا فَعَلَتْ أَحْجَارُ بَيْت المَقْدس يَوْمَ قَتْل الحُسَيْن؟ فَقَالَ الزُّهْريُّ: بَلَغَني أَنَّهُ لَمْ يُقْلَبْ حَجَرٌ إلاَّ وُجدَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبيْطٌ. يَحْيَى بنُ مَعيْنٍ: حَدَّثَنَا جَريرٌ، عَنْ يَزيْدَ بن أَبي زيَادٍ، قَالَ: قُتلَ الحُسَيْنُ وَلي أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَة، وَصَارَ الوَرسُ الَّذي كَانَ في عَسْكَرهم رَمَادا، وَاحْمَرَّتْ آفَاقُ السَّمَاء، وَنَحَرُوا نَاقَة في عَسكَرهم، فَكَانُوا يَرَوْنَ في لَحْمهَا النّيرَانَ. ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَتْني جَدَّتي، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ الوَرسَ عَادَ رَمَادا، وَلَقَدْ رَأَيْتُ اللَّحمَ كَأَنَّ فيْه النَّارَ حيَنَ قُتلَ الحُسَيْنُ. حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَني جَميْلُ بنُ مُرَّةَ، قَالَ: أَصَابُوا إبلا في عَسكَر الحُسَيْن يَوْمَ قُتلَ، فَطَبَخُوا منْهَا، فَصَارَتْ كَالعَلْقَم. قُرَّةُ بنُ خَالدٍ: سَمعْتُ أَبَا رَجَاءٍ العُطَارديَّ، قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ منْ بَلْهُجَيْمٍ، فَقَدمَ الكُوْفَةَ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ هَذَا الفَاسقَ ابْنَ الفَاسق قَتَلَهُ اللهُ -يَعْني: الحُسَيْنَ رَضيَ اللهُ عَنْهُ-. فَرَمَاهُ اللهُ بكَوْكَبَيْن منَ السَّمَاء، فَطُمسَ بَصَرُهُ.

قَالَ عَطَاءُ بنُ مُسْلمٍ الحَلَبيُّ: قَالَ السُّدّيُّ: أَتيتُ كَرْبَلاَءَ تَاجرا، فَعَملَ لَنَا شَيْخٌ منْ طَيٍّ طَعَاما، فَتَعَشَّيْنَا عنْدَهُ، فَذَكَرْنَا قَتْلَ الحُسَيْنَ، فَقُلْتُ: مَا شَارَكَ أَحَدٌ في قَتْله إلاَّ مَاتَ ميْتَةَ سُوءٍ. فَقَالَ: مَا أَكْذَبَكُم، أَنَا ممَّنْ شَرَكَ في ذَلكَ. فَلَمْ نَبْرحْ حَتَّى دَنَا منَ السّرَاج وَهُوَ يَتَّقدُ بنَفْطٍ، فَذَهَبَ يُخرجُ الفَتيْلَةَ بأُصبُعه، فَأَخَذَت النَّارُ فيْهَا، فَذَهَبَ يُطفئُهَا بريقه، فَعَلقَت النَّارُ في لحْيته، فَعَدَا، فَأَلقَى نَفْسَهُ في المَاء، فَرَأَيْتُهُ كَأَنَّهُ حُمَمَة.

وَعَنْ جَريرٌ: عَن الأَعْمَش، قَالَ: تَغوَّطَ رَجُلٌ منْ بَني أَسَدٍ عَلَى قَبْر الحُسَيْن، فَأَصَابَ أَهْلَ ذَلكَ البَيْت خَبَلٌ، وَجُنُوْنٌ، وَبَرَصٌ، وَفَقْرٌ، وَجُذَامٌ. قَالَ هشَامُ بنُ الكَلْبيّ: لَمَّا أُجريَ المَاءُ عَلَى قَبْر الحُسَيْن، انْمَحَى أَثَرُ القَبْر، فَجَاءَ أَعْرَابيٌّ، فَتَتَبَّعَهُ، حَتَّى وَقعَ عَلَى أَثَر القَبْر، فَبَكَى، وَقَالَ: أَرَادُوا ليُخْفُوا قَبْرَهُ عَنْ عَدُوّه * فَطيْبُ تُرَاب القَبْر دَلَّ عَلَى القَبْر رؤي النبي في المنام يوم استشهاد الحسين.

وَعَنْ
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَمَّار بن أَبي عَمَّارٍ، عَن ابْن عَبَّاسٍ: رَأَيتُ رَسُوْلَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- في النَّوم نصْفَ النَّهَار، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، وَبيَده قَارُوْرَةٌ فيْهَا دَمٌ. قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الله، مَا هَذَا؟ قَالَ: (هَذَا دَمُ الحُسَيْن وَأَصْحَابه، لَمْ أَزَلْ مُنْذُ اليَوْمَ أَلتَقطُهُ). فَأُحصيَ ذَلكَ اليَوْمُ، فَوَجَدُوْهُ قُتلَ يَوْمَئذٍ. وَعَنْ أَبُو خَالدٍ الأَحْمَرُ: حَدَّثَنَا رَزيْنٌ، حدَّثَتْني سَلْمَى، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمّ سَلَمَةَ وَهيَ تَبْكي؛ قُلْتُ: مَا يُبْكيْك؟ قَالَتْ: رَأَيتُ رَسُوْلَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- في المَنَام، وَعَلَى رَأْسه وَلحْيته التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا رَسُوْلَ الله؟ قَالَ: (شَهدْتُ قَتْلَ الحُسَيْن آنفا). رَزيْنٌ: هُوَ ابْنُ حَبيْبٍ، وَثَّقهُ: ابْنُ مَعيْنٍ.

نوح الجن على الحسين

عَنْ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَمَّار بن أَبي عَمَّارٍ؛ سَمعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُوْلُ: سَمعْتُ الجنَّ يَبكيْنَ عَلَى حُسَيْنٍ، وَتَنُوحُ عَلَيْه. سُوَيْدُ بنُ سَعيْدٍ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ ثَابتٍ، حَدَّثَنَا حَبيْبُ بنُ أَبي ثَابتٍ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ سَمعَتْ نَوْحَ الجنّ عَلَى الحُسَيْن. عُبَيْدُ بنُ جَنَّادٍ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بنُ مُسْلمٍ، عَنْ أَبي جَنَابٍ الكَلْبيّ، قَالَ: أَتيْتُ كَرْبَلاَءَ، فَقُلْتُ لرَجُلٍ منْ أَشْرَاف العَرب: بَلَغَني أَنَّكُم تَسْمَعُوْنَ نَوْحَ الجنّ! قَالَ: مَا تَلْقَى حُرّا وَلاَ عَبْدا إلاَّ أَخبَرَكَ أَنَّهُ سَمعَ ذَلكَ. قُلْتُ: فَمَا سَمعْتَ أَنْتَ؟ قَالَ: سَمعتُهُم يَقُوْلُوْنَ:

مَسَحَ الرَّسولُ جَبينَهُ * فَلَهُ بَريقٌ في الخُدُوْد
أَبَوَاهُ منْ عَلْيَا قُرَيْـ * ـشٍ وَجَدُّهُ خَيرُ الجُدُوْد

يوم استشهاد الحسين

عَنْ عَبْدُ الحَميْد بنُ بَهْرَامَ، وَآخرُ ثقَةٌ: عَنْ شَهْر بن حَوْشَبٍ، قَالَ: كُنْتُ عنْدَ أُمّ سَلَمَةَ زَوْج النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- حينَ أَتَاهَا قَتْلُ الحُسَيْن، فَقَالَتْ: قَدْ فَعلُوْهَا؟! مَلأَ اللهُ بُيُوتَهُم وَقُبُورَهُم نَارا. وَوَقَعَتْ مَغْشيَّة عَلَيْهَا، فَقُمْنَا. قَالَ الجَمَاعَةُ: مَاتَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، سَنَةَ إحْدَى وَستّيْنَ. زَادَ بَعضُهُم: يَوْمَ السَّبت. وَقيْلَ: يَوْمَ الجُمُعَة. وَقيْلَ: يَوْمَ الاثْنَيْن.

بعض من استشهد مع الحسين

وَممَّنْ قُتلَ مَعَ الحُسَيْن: أخوته الأَرْبَعَةُ؛ جَعْفَرٌ، وَعَتيْقٌ، وَمُحَمَّدٌ، وَالعَبَّاسُ الأَكْبَرُ، وَابْنُهُ الكَبيْرُ عَليٌّ، وَابْنُهُ عَبْدُ الله، وَكَانَ ابْنُهُ عَليٌّ زينُ العَابديْنَ مَريضا، فَسَلمَ، وَقُتلَ مَعَ الحُسَيْن: ابْنُ أَخيْه؛ القَاسمُ بنُ الحَسَن، وَعَبْدُ الله وَعَبْدُ الرَّحْمَن ابْنَا مُسْلم بن عَقيْل بن أَبي طَالبٍ، وَمُحَمَّدٌ وَعَوْنٌ ابْنَا عَبْد الله بن جَعْفَر بن أَبي طَالبٍ.


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : ســـــير وتــــــراجم
الزيارات : 3732
التاريخ : 11/2/2011