www.sunnaonline.org

التكبير المرسل والمقيد

ويسمى الأول بالمطلق أيضا وهو ما لا يكون عقب صلاة

يندب التكبير لحاضر ومسافر وذكر وغيره ويدخل وقته بغروب الشمس ليلتي العيد أي الفطر والأضحى دليل الأول قوله تعالى {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم} قال الشافعي رضي الله تعالى عنه "سمعت من أرضاه من العلماء بالقرءان يقول المراد بالعدة عدة الصوم وبالتكبير عند الإكمال"، ودليل الثاني القياس على الأول ولذلك كان تكبير الأول آكد للنص عليه.

ويكبرون في المنازل والطرق والمساجد والأسواق جمع سوق يذكر ويؤنث سميت بذلك لقيام الناس فيها على سوقهم وغيرها كالزحمة ليلا ونهارا. برفع الصوت للرجل إظهار الشعائر العيد وأما المرأة فلا ترفع كما قاله الرافعي ومحله إذا حضرت مع غير محارمها ونحوهم ومثلها الخنثى كما بحثه بعض المتأخرين . والأظهر إدامته ندبا للمصلي وغيره حتى يحرم الإمام بصلاة العيد أي يفرغ من إحرامه بها إذ الكلام يباح إليه فالتكبير أولى ما يشتغل به لأنه ذكر الله تعالى وشعار اليوم والثاني حتى يخرج الإمام لها والثالث حتى يفرغ منها قيل ومن الخطبتين وهذا فيمن لم يصل مع الإمام وعلى الأول لو صلى منفردا فالعبرة بإحرامه. ولا يكبر الحاج ليلة عيد الأضحى بل يلبي لأن التلبية شعاره والمعتمر يلبي إلى أن يشرع في الطواف.

وأما التكبير المقيد وهو المفعول عقب الصلاة

ولا يسن ليلة الفطر عقب الصلوات في الأصح لعدم وروده وهذا ما صححه الرافعي وكذا النووي في أكثر كتبه وهو المعتمد، والثاني يسن واختاره في الأذكار ونقله البيهقي في كتاب فضائل الأوقات عن نص الشافعي وعليه عمل غالب الناس وعلى هذا فيكبر ليلة الفطر عقب المغرب والعشاء والصبح. ويكبر عقب الصلوات، الحاج من ظهر يوم النحر لأنها أول صلاته بمنى ووقت انتهاء التلبية ويختم التكبير بصبح ءاخر أيام " التشريق لأنها ءاخر صلاة يصليها بمنى. وغير الحاج كهو أي كالحاج في ذلك في الأظهر تبعا لأن الناس تبع للحجيج وهم يكبرون من الظهر كما مر ولإطلاق حديث مسلم "أيام منى أيام أكل وشرب وذكر الله تعالى" وروي ذلك عن عثمان وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم وقال في المجموع وهو المشهور في مذهبنا.

وفي قول يكبر غيره من مغرب ليلة يوم النحر ويختم أيضا بصبح آخر أيام التشريق. وفي قول من صبح يوم عرفة ويختم بعصر ءاخر أيام التشريق والعمل على هذا في الأمصار وصح من فعل عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس رضي الله تعالى عنهم من غير إنكار واختاره النووي في تصحيحه ومجموعه وقال في الأذكار إنه الأصح وفي الروضة إنه الأظهر عند المحققين. والأظهر أنه أي الشخص ذكرا كان أو غيره حاضرا أو مسافرا منفردا أو غيره. يكبر في هذه الأيام للجنازة وللفائتة والراتبة والمنذورة والنافلة المطلقة أو المقيدة وذات السبب كتحية المسجد لأنه شعار الوقت. والثاني يكبر عقب الفرائض خاصة سواء أكانت مؤداة أم مقضية من هذه الأيام أو من غيرها لأن الفرائض محصورة فلا يشق طلب ذلك فيها كالأذان في أول الفرائض والأذكار في ءاخرها. والثالث لا يكبر إلا عقب فرائض هذه الأيام أداء كانت أو قضاء. وظاهر كلامهم أنه لا يكبر على الأول عقب سجدتي التلاوة والشكر لأنهما ليسا بصلاة وإن قال صاحب الرونق إنه يكبر عقبها. واحترز بقوله في هذه الأيام عما لو فاتته صلاة منها وقضاها في غيرها فإنه لا يكبر كما قاله في المجموع وادعى أنه لا خلاف فيه لأن التكبير شعار الوقت كما مر. ولو نسي التكبير تداركه إن قرب الفصل وكذا إن طال على الأصح.

وصيغته المحبوبة أي المسنونة كما في المحرر "الله أكبر الله أكبر الله أكبر" ثلاثا في الجديد كذا ورد عن جابر و ابن عباس رضي الله تعالى عنهم. وفي القديم يكبر مرتين ثم يقول "لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر" مرتين "ولله الحمد" هكذا نقله الرافعي عن صاحب الشامل. قال في زيادة الروضة ونقله صاحب البحر عن نص الشافعي رحمه الله تعالى في البويطي. ويستحب أن يزيد " بعد التكبيرة الثالثة الله أكبر كبيرا كما في الشرحين والروضة أي بزيادة الله أكبر قبل كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا ومعنى بكرة وأصيلا أول النهار وآخره وقيل الأصيل ما بين العصر والمغرب. ويسن أن يقول أيضا بعد هذا لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله والله أكبر. قال صاحب التنبيه وغيره وإذا رأى شيئا من بهيمة الأنعام في عشر ذي الحجة كبر.

خاتمة
قال القمولي لم أر لأحد من أصحابنا كلاما في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه والذي أراه أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة. وأجاب الشهاب ابن حجر بعد اطلاعه على ذلك بأنها مشروعة واحتج له بأن البيهقي عقد لذلك بابا فقال باب ما روي في قول الناس بعضهم لبعض في العيد تقبل الله منا ومنك وساق ما ذكر من أخبار وآثار ضعيفة لكن مجموعها يحتج به في مثل ذلك. ثم قال ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود الشكر والتعزية وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك أنه لما بشر بقبول توبته ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه طلحة بن عبيدالله فهنأه.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، شرح صحيح البخاري المجلد الثاني >> كِتَاب الْجُمُعَةِ >> باب سُنَّةِ الْعِيدَيْنِ لأهْلِ الإسْلامِ " وروينا في " المحامليات" بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك" اهـ


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : الخــطب والـــدروس
الزيارات : 4417
التاريخ : 25/8/2011