www.sunnaonline.org

خطبة عيد الفطر

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله اكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له، اللهم إنا نوحدك ولا نحدُّك. ونؤمن بك ولا نكيفك. ونعبدك ولا نشبهك. ونعتقد أن من شبهك بخلقك ما عرفك. وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا من أنبيائه، الصلاة والسلام عليك سيدي يا رسول الله يا علم الهدى أنت طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها ونور الأبصار وضياؤها صلوات الله وسلامه عليك وعلى كل رسول أرسله.

أما بعد عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العلي العظيم فاتقوه وأوصيكم بالثبات على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم والتزام سبيل المؤمنين، واعلموا يا أهل الإسلام، قد منّ الله عليكم ببلوغ هذا اليوم الذي به أتـمَمتم نعمة الصيام وهذا والله فضل من الله ورحمة، {قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]. إنـها فرحة العامل بأجره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُما إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ" رواه البخاري ومسلم. ففرحنا يوم العيد وإظهارنا للسرور فيه من شعار الدين.

هذا يوم عيد، يوم سعيد وعيد مجيد، يوم عيد لكم أيها المسلمون، أنكم صمتم رمضان، واستكملتم صيامه، اليوم عيدٌ لكم، فرحُكم أنكم وافقتم أمر الله فصمتم، ووافقتم أمر الله فأفطرتم، وفي الحديث "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ" متفق عليه. وهذا اليوم يسمَّى يوم الجوائز، والجوائز جمع جائزة وهي العطاء، وهذا لمن صام رمضان وقام لياليه إيمانا واحتسابا.

معشر المسلمين، إن هذا اليوم يوم تجتمع فيه الأمة على الفرح والسرور، ويعتليه معنى من معاني الوحدة، أفلا يسوغ لهذه الأمة العظيمة أن تجتمع على نهج واحد على قلبٍ مفعم بالمودة والرحمة وكلمةٍ يشدُها التلاحمُ والحكمةُ؟! كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تَحاسَدُوا، وَلا تَناجَشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلا يَبع بَعْضُكُمْ على بيع بَعْضٍ وكُونُوا عِبادَ الله إخْوانًا، المُسلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ـ ويشيرُ إلى صدره ثلاثًا ـ بِحَسْبِ امْرىءٍ مِنَ الشَّرّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ ومَالُهُ وَعِرْضُهُ". رواه مسلم وغيره. وقال صلى الله عليه وسلم أيضا "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْـجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى". رواه البخاري ومسلم. وبهذا تتحقق الوحدة ويكون الاعتصام الصحيح.

فكن يا أخي المسلم داعيًا إلى الله على علم وبصيرة، ءامرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، على حكمة وعلم، صابرًا على ما أصابك.  أحسن إلى الوالدين، أحسن صحبتهما، وأحسن برَّهما، {وَاعْبُدُواْ الله وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبالْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰنًا} [النساء:36]. صِلِ الرحم واحذر قطيعتها، فإن صلتها من كمال الإيمان، و "الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ الله، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ الله" رواه مسلم. أكرم الجار، وكفّ الأذى عنه، وفي الحديث "وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ" رواه البخاري ومسلم، ولا تنس إخوانك الفقراء والمنكوبين. احفظ حقوق الناس، وإياك والتهاون بها، وأن تلقى الله بمظالم العباد، أدِّ الحقوق الواجبة، ابتعد عن الغيبة والنميمة والكذب والغش والخداع.

إخوة الإيمان والإسلام: أذكركم بزيارة القبور وقراءة القرءان عندها، فقد روى البيهقي في السنن الكبرى عن عليّ رضي الله عنه أنه قال "الجهر في صلاة العيدين من السنّة، والخروج في العيدين إلى الجبّانة من السنّة".

كما أذكركم إخوة الإيمان بصيام ستة أيام من شوال لقوله عليه الصلاة والسلام "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" رواه مسلم.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوحد صفوفنا ويرفع رايتنا ويؤلف بين قلوبنا، وأن يعيد علينا هذا العيد بالأمن والأمان. ءامين

هذا وأستغفر الله لي ولكم


رابط ذو صله : http://www.sunnaonline.org
القسم : الخــطب والـــدروس
الزيارات : 13167
التاريخ : 26/8/2011